رام الله – خاص قدس الإخبارية: تسيطر حالة من التفاؤل الحذر على الأوساط الفلسطينية بعد المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
وشكل المؤتمر الذي أعلن عنه بصورةٍ مفاجئة، مساء الأربعاء، نوع من الصدمة الإيجابية على الأقل لدى الفلسطينيين ممن يراهنون على إمكانية تحقيق المصالحة بالرغم من الصعوبات والعقبات التي قد تعترضها خلال عملية التنفيذ.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب إنه بالرغم من التفاؤل القائم إلا أنه ما يزال محدوداً نتيجة لخيبات الأمل التي تجرعها الشعب الفلسطيني للحوار أو الاتفاق التي جرت بين الطرفين.
وأضاف حرب لـ "شبكة قدس": "نأمل أن يكون هذا اللقاء أفضل من سابقه وأن يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والاتفاق على برنامج نضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من التفاؤل إلا أنه ما يزال محدوداً".
وتابع قائلاً: "هناك تخوف من خيبات أمل ما عنا أمل كبير وإذا ما أراد الطرفان بث الكثير عليهم من الطمأنينة فعليهم تحديد الآليات وأشكال التعاون"، مستكملاً: "عليهم تهيئة الأجواء المناسبة لمزيد من الثقة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بشكل متبادل ووقف التحريض عبر الوسائل الإعلامية".
ولفت حرب إلى ضرورة تعزيز التبادل والعمل بين الجانبين على تعزيز لجان المقاوم الشعبية ولجان الطوارئ الشعبية واللجان التي من الممكن أن تكون حاضرة للوحدة الوطنية، لافتاً إلى أن المفاجئة في المؤتمر كانت في أنه لم يسبق الإفصاح عن حراك مسبق خصوصاً أن هناك أشبه بحالة قطيعة منذ عام 2018
وبين الكاتب والمحلل السياسي إلى أن التهديد الوجودي للشعب الفلسطيني وضعهم على المحك فإما إعادة النصاب للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وأنه يحتاج لوحدة ميدانية فلسطينية لمواجهة التهديد الإسرائيلي القائم.
بدوره، ذكر الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن أي تقارب بين الحركتين سواء التفكير بعمل مشترك أو غيره تعتبر خطوة مقدرة ومهمة يجب أن يدعمها الشارع الفلسطيني وجميع المراقبين للشأن السياسي، لافتاً إلى أن هناك ما هو أكبر من مجرد خطوة المؤتمر.
وقال عرابي لـ "شبكة قدس" إن هناك شكوك عند الشارع الفلسطيني وعند قواعد الحركتين، إضافة إلى عدم وجود تغير حقيقي في السلوك الخاص بالسلطة الفلسطينية، مضيفاً: "ما هو مطلوب بين الحركتين أكبر من خطوة المؤتمر".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أن ما جرى الآن ليس كافٍ خصوصاً وأن الفلسطينيين شهدوا مواقف مشابهة خلال فترة الإعلان عن خطة القرن ونقل السفارة ثم لم يتبعها أي خطوات عملية على الأرض بين الطرفين.
وتابع قائلاً: "يجب أن يكون هناك خطوات عملية تكون خطوات أكثر تأثيراً على الاحتلال الإسرائيلي لا على الشعب الفلسطيني كخطوة استلام أموال المقاصة، فيجب أن تكون الخطوات المتخذة أكثر إضراراً بالاحتلال ومناصريه.
في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم إن المشهد الذي جرى بين الرجوب والعاروري تكرار للقاءات الوطنية السابقة التي كانت تتم من أجل إمكانية التوصل لاتفاق مصالحة جديدة.
وأضاف قاسم لـ "شبكة قدس": "المؤتمر الذي شاهدته الطرفان كالا المدح بصورة كبيرة في الوقت الذي من المفترض أن يتم الجلوس فيه من أجل التوصل لبرنامج وخطة عمل مشترك يتم من خلالها مواجهة خطة الضم الإسرائيلية".
واستكمل قائلاً: "لم يتم التحدث عن برامج واستراتيجيات لمواجهة الضم، وما شهدناه ليس علاجاً للمشاكل وما حصل تكرار للقاءات السابقة ثم بعد شهر أو شهرين يتكرر الشتم والسب"، مشيراً إلى أن الجميع مأزوم حالياً وما جرى أكبر دلالة على ذلك ويثبت أن الطرفين يعيشان أزمة".