جنين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: قبل نحو عشرة أيام، فارقت والدة الأسيرة أزهار الشيخ قاسم الحياة، ولم تستطع ابنتها المحتجزة خلف قضبان السجون أن تُلقي نظرة الوداع الأخيرة عليها وأن تُعانقها للمرة الأخيرة.
أزهار (26 عامًا) اعتُقلت في الثامن من شهر حزيران/ يونيو عام 2019 على حاجز مخيم قلنديا العسكري شمالي القدس، حيث كانت بحسب عائلتها، تُريد زيارة شقيقتها التي تسكن في مدينة القدس المحتلة.
ادّعى الاحتلال حينها بأنها كانت تحمل “سكينًا” وتنوي تنفيذ عملية من خلالها مستهدفة الجنود على الحاجز، ودخلت في تحقيقات طويلة انتهت بتحويلها لسجن الدامون، وقضت المحكمة يوم أمس بسجنها فعليًا لمدة 22 شهرًا.
تقول العائلة لـ”قدس الإخبارية” إن قرار الاحتلال ظالم فابنتهم أزهار لم تفعل شيئًا وما يدّعيه الاحتلال باطل، ولفّق لها هذه التهمة وزجّها في السجن.
وتُضيف أن الاحتلال سرقها منهم ونغّص عليهم فرحتهم يوم عيد الفطر العام الماضي، حيث كانت تُريد الصلاة في المسجد الأقصى وزيارة شقيقتها التي تسكن في المدينة.
أزهار من مخيم جنين وهي خريجة من جامعة القدس المفتوحة حيث درست خدمة اجتماعية، لم نستطع رؤيتها إلّا من خلال جلسات المحاكم التي كانت تُعقد لها، وكانت تُقوّي والدي حين رؤيتها وتقول له: “ما تخاف علي .. أنا قوية.. معنوياتي عالية.. المهم تكونوا بخير”.
أزهار لم تودّع والدتها التي توفيت قبل عشرة أيام بعدما تعبت كثيرًا خلال أيامها الأخيرة، وتلقّت الأسيرة الخبر ببالغ الحزن والأسى، فلم تنعم بالحرية، ولم تنعم بلحظة عناق واحتضان للمرة الأخيرة لوالدتها التي لطالما كانت تسأل عنها كثيرًا.
العائلة خبأت أخبار مرض والدتها عنها حينما كانوا يحدّثونها عبر برامج الأسرى على الإذاعات، وقبل عشرة أيام توفّيت. ممثلة الأسيرات جاءت إليها تقول لها: “أزهار أريدك في أمر” لترد عليها قائلة: “إمي ماتت؟!”، ليكون هذا الخبر الأصعب عليها منذ لحظة اعتقالها.