رام الله – خاص قدس الإخبارية: أحدث الخطاب الذي ظهر به الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وحديثه الواضح عن أن ضم الضفة والأغوار بمثابة إعلان حرب، العديد من الأسئلة في الشارع الفلسطيني.
وشكل حديث الملثم أبو عبيدة عن أن المقاومة لن تتحدث كثيراً أمام النوايا الإسرائيلية، نوعاً من الترقب في الشارع الفلسطيني بشأن الخطوات المقبلة لقوى المقاومة في غزة والضفة على حدٍ سواء وانتظار العمل الميداني للرد على الخطة الإسرائيلية.
ورأى محللون ومراقبون للشأن السياسي والعسكري أن حديث القسام لا يندرج في إطار الحرب الكلامية مع الاحتلال، وإنما التمهيد لخطوات عملية سيشهدها الميدان إذ نفذ الاحتلال خطة الضم للضفة والأغوار مطلع يوليو.
من جانبه، قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرادوي إن خطاب القسام يعتبر موقفاً صريحاً وواضحاً حيث أن الضم بمثابة تحدٍ للشعب الفلسطيني.
وأضاف مرداوي لـ "شبكة قدس": " في ظل الرفض العربي والأوروبي باستثناء الموقف الأمريكي والإسرائيلي، كان لا بد من موقف يوضع على الطاولة بقوة ويؤخذ بعين الاعتبار وهو ما عبرت عنه المقاومة من خلال خطاب الناطق باسم القسام".
وأشار إلى أن المقاومة قامت بما عليها من استعداد وتدريبات وتسليح وما قامت به يشكل درعاً ليس لغزة بل للقضية الفلسطينية عندما يحتاج الأمر لاتخاذ قرارات صعبة، مستكملاً: "بدون شك أن التحديات كبيرة وأن قرار الحرب ليس بالسهل والهين لكن الإصرار الإسرائيلي من قبل نتنياهو على الذهاب باتجاه الضم الذي يعني القدس والتأثير على الوصول إليها".
وشدد مرداوي على أن المقاومة تدرك أن خيار الحرب ليس بالقرار السهل لكنه يأتي في ظل جهوزية واستعداد من المقاومة، مستكملاً: "أي إقدام على الضم يعني مقاومة عنيفة والمقاومة تدرك أن الضفة والقدس تستحق مثل قرار الحرب".
في السياق ذاته قال المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن الاحتلال سيحاول قراءة خطاب القسام جيداً في المرحلة الحالية خصوصاً أنه كان مقتضباً وحمل رسائل واضحة بما في ذلك الخلفية التي كانت خلف الناطق العسكري.
وأضاف أبو زبيدة لـ "شبكة قدس": "القسام حاول إيصال رسائل واضحة لصانع القرار الإسرائيلي تتمثل بأنه سيندم على قرار الضم مع دخوله على خط العركة سيغير شكل المشهد"، منوهاً إلى أن القسام يدرك خطورة ضم الضفة والأغوار وهو ما يستوجب فعلا وطنيا كبيرا.
وبين أن القسام أرسل رسائل متعلقة بصفقة الأسرى وقدرته على تحريك الملف خصوصاً تلك المتعلقة بالأسرى الذين يرفض الاحتلال الإفراج عنهم وعدم التنازل في هذا الملف.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة فقال هو الآخر إن كتائب القسام عادةً لها مصداقية وهذه المصداقية اكتسبتها من خلال المواجهات والحروب والخطاب الذي كان يصدر عنها خلال تلك المعارك.
وأضاف أبو سعدة لـ "شبكة قدس" أن القسام كان قادراً على أن يبقى صامتاً لكنه بهذه الرسالة التحذيرية يعطي إشارة واضحة أن الضم من الممكن أن يدفع نحو انزلاق الأمور لتصل إلى المواجهة المسلحة الشاملة فور تنفيذ الضم.
وتابع قائلاً:" إذا أعلنت إسرائيل عن تنفيذ خطة الضم في الأول من يوليو فالفصائل بغزة ستبدأ بمجموعة إجراءات متدحرجة سينتج عنها عنف إسرائيلي، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تعود التظاهرات والبالونات المتفجرة وهو ما سيقابله تعامل إسرائيلي سيدفع باتجاه التصعيد".
وبشأن حديث أبو عبيدة عن صفقة التبادل، علق أبو سعدة قائلاً: "إشارة الناطق العسكري توحي أن مفاوضات التبادل وصلت لطريق مسدود ولا يوجد تقدم في المرحلة الحالية، خصوصاً رفض الاحتلال الإفراج عن الأسرى منفذي العمليات وهو مطلب أساسي لحركة حماس خصوصاً أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية".