رام الله – خاص قدس الإخبارية: شهد مشفى الجمعية العربية للتأهيل في مدينة بيت جالا، غرب بيت لحم، مساء أمس الثلاثاء احتجاجات واسعة، بعد وفاة مريض أثناء خضوعه لعملية، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الوصول للمكان والسيطرة على الوضع.
ونشرت عائلة الفلسطيني سعود فنون، الذي توفي خلال إجراء عملية قسطرة جراحية في مستشفى الجمعية العربية، تفاصيل ما جرى معه خلال العملية والتطورات التي حصلت لاحقاً.
حيث أصدرت عائلته بياناً قالت فيه إن ابنها سعود اتجه صباح الثلاثاء إلى مشفى بيت جالا الحكومي بعد شعوره بآلام وأوجاع في الصدر حيث تم أخذ العلاج اللازم من المشفى وتم تحويله إلى قسم القلب في مشفى الجمعية العربية لإجراء فحص القسطرة.
وأضافت العائلة: "هنا بدأت المأساة حيث تم ثقب الشريان الأبهري أثناء الفحص وتبين بعد ذلك ومن خلال حديث الأطباء لبعض أفراد العائلة أنهم قاموا بإجراء عملية جراحية له في القلب من قبل طبيب غير مختص في جراحة القلب وتوفي نتيجة النزيف الحاد في القلب.
وذكرت العائلة أنه على إثر ذلك وبعد سماع الخبر ومحاولة الأطباء والحاحهم على العائلة للتوقيع على ورقة تخلي مسؤولية المستشفى مما حدث والتلكؤ والمراوغة في إخفاء الحقيقة والتأخر في الإعلان عن الوفاة لأكثر من ثلاث ساعات، إذ لفتت إلى أن ردود الفعل اللاحقة كانت نتيجة عن استفزازات أمن المشفى ومن حضر معهم من أشخاص آخرين حضروا من خارج المستشفى مصطحبين معهم أسلحة نارية واعتلوا أسطح المستشفى وقاموا بإطلاق النار على ذوي المرحوم.
وحملت العائلة الجمعية العربية المسؤولية عن وفاة المرحوم وما تبعها من أحداث، مطالبة الجهات المختصة بتشكيل لجنة تحقيق في كل ما جرى.
من جانبه، قال صديقه وليدة نجاجرة لـ "شبكة قدس" إن فنون البالغ من العمر 50 عاماً من قرية نحالين يحظى باحترام ومحبة الجميع في قريته، وشعر قبل أكثر من أسبوع بآلام في الصدر خلال مشيه ذهب على إثرها لأحد الأطباء الذي أشار عليه بإجراء عملية لمعرفة السبب.
وأضاف نجاجرة: "تم تحويل فنون إلى المستشفى الحسين ومنه إلى الجمعية العربية لإجراء العملية وكان بصحة ونفسية عالية للغاية حيث قبل ساعات من إجراء العملية كان في أرضه يحصد محصول الكوسا دون أي بوادر توحي بانتكاسة صحية".
وواصل قائلاً: "العملية أجريت في الجمعية العربية، وصلنا بعد دخوله العملية بساعتين فإذا بنجله يقول إن والده تأخر كثيراً، على إثرها تواصلنا مع الطبيب الذي أشار عليه بإجراء العملية حيث حضر للمستشفى فوراً وحاول التواصل مع الطبيب الذي يجري العملية دون أن يتمكن من الوصول إليه".
واستكمل نجاجرة قائلاً: "بعدها دخل إلى غرفة العمليات ثم خرج وقال لنا إنه وخلال العملية قام الطبيب بإدخال سيخ أدى لخرق شريان رئيسي فيما كان الطبيب الذي أجرى العملية قد فر هارباً من المستشفى ثم بدأت المستشفى تخلو من الطواقم الطبية والأمن".
وأشار إلى أنه وبعد الإعلان عن وفاته اندلعت مناوشات وإلقاء حجارة بين أهالي البلدة وبين العاملين في المستشفى على خلفية ما جرى قبل أن تهدأ الأوضاع لاحقاً ويغادر الأهالي المكان دون الوصول إلى الطبيب الذي أجرى العملية.
وحاولت "شبكة قدس" الحصول على تعقيب من الجمعية العربية بشأن تفاصيل ما جرى مع المتوفى فنون إلا أنها لم تتمكن من ذلك.
من جانبه، قال رئيس بلدية نحالين صبحي زيدان لـ"العربي الجديد": "لقد توفي المواطن سعود أحمد موسى فنون عصر الثلاثاء، أثناء إجراء عملية قسطرة له في مشفى الجمعية بسبب خطأ الطبيب، الذي أجرى له العملية، إذ تم ثقب الشريان الرئيسي المغذي للقلب"، مشيراً إلى أن إدارة المشفى لم تخرج بتوضيح لأهل المتوفى أو اعتراف بالخطأ الطبي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر حجم الغضب الذي ساد في المكان بعد الإعلان عن وفاة المريض حيث جرى تحطيم محتويات في المشفى، كما أفادت مصادر محلية بتحطيم مركبات تابعة للمشفى والاعتداء على الطواقم الطبية والموظفين.
فيما نقلت وسائل إعلامية عن محافظ بيت لحم كامل حميد قوله إن "الاعتداء على الجمعية هو اعتداء على مؤسسة وطنية خدمت وتخدم الالاف من أبناء شعبنا حيث قام المعتدون بتحطيم ممتلكات المستشفى والاعتداء على الطواقم الطبية وحتى الأشخاص الذين حاولوا وقف الاعتداءات على الجمعية مما أدى لدب حالة من الذعر في أوساط المرضى وذويهم حيث هرب بعض المرضى من المشفى من أبوابها المختلفة مما شكل ويشكل خطرا على حياتهم".