فلسطين المحتلة- قدس الإخبارية: أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جلب دبلوماسية سودانية مصابة بكورونا، بطائرة خاصة حملت طاقمًا طبيا، في محاولة لإنقاذ حياتها، قبل الإعلان عن وفاتها.
وحطت أمس بمطار الخرطوم، بمعية دبلوماسي إسرائيلي لم يكشف اسمه، ونفت الحكومة علمها بقدوم الطائرة. حتى كُشف بواسطة إعلاميين إسرائيليين عن الواقعة، وقام مجلس السيادة الانتقالي بنعيها.
من هي؟
نجوى عباس قدح الدم، سيدة سودانية، في العقد الخامس من عمرها من أسرة أمدرمانية عريقة، وجدّها أحد المشاركين في الثورة المهدية ووالدها عباس قدح الدم أحد زعماء نادي الخريجين.
تلقت قدح الدم، تعليمها بأمدرمان والتحقت بجامعة الخرطوم كلية الهندسة الميكانيكية، وعملت أستاذة بالجامعة ونالت الماجستير في الطاقة المتجددة من جامعة الخرطوم، ثم انتقلت للعمل في وكالة ناسا الأمريكية بفلوريدا عام 1991، ومنها إلى المعهد العالمي لدراسات الفضاء بمدريد.
ذهبت إلى ألمانيا ودرست التنمية المستدامة ومشكلات البيئة وحصلت فيها على درجة الماجستير، وأيضًا حصلت على الدكتوراة في ذات التخصص، والتحقت بمنظمة الأمم المتحدة بفينا.
عملت لفترة من الوقت كبيرة مستشاري الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، نجوي قدح الدم"، قامت بدور الوسيط في إعادة العلاقات السودانية الأوغندية ورتبت للزيارة الشهيرة لموسفيني إلى الخرطوم، زار موسفيني أثناء حضوره إلى الخرطوم في العام 2016 منزلها في حي العباسية بأمدرمان والتقى أسرتها.
تقلدت منصب المستشار لرئيس مجلس السيادة السوداني، لكنها حتى لحظة وفاتها كانت تحتفظ بصفتي كبيرة مستشاري الرئيس الأوغندي يوري موسيفني ومستشارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
دبلوماسية من العهد السابق
جمعتها علاقة جيدة بوزير الخارجية السوداني الأسبق في عهد النظام البائد علي كرتي، وأخبرته بقدرتها على إقناع النظام الأوغندي بطرد المعارضة السودانية من كمبالا، وبالفعل تمكنت من ذلك وقام الرئيس الأوغندي موسفيني بالتضييق على المعارضة السودانية وأخبر رموزها بأنهم غير مرحب بهم في بلاده. بعدها تقلدت منصب سفير السودان في أوغندا.
لها علاقات قوية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وساسة ألمان ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مخابراته عباس كامل. ومع مدير المخابرات السودانية الأسبق الملاحق بواسطة الإنتربول صلاح قوش.
تم تكريمها من قبل النظام البائد بمنحها وسام النيلين هي وصلاح قوش في نهايات العام ٢٠١٨م من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير.
مهندسة التطبيع
عرفت بأنها مهندسة اللقاء المثير للجدل والتطبيعي الذي جمع عبد الفتاح البرهان برئيس دولة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو مطلع هذا العام في مدينة عنتيبي بأوغندا.
تولت مناصب استشارية رفيعة، بدفع أجنبي، في كل من أوغندا والسودان بالتزامن مع محاولة المجلس العسكري الانتقالي الانفراد بالسلطة عقب مجزرة فض الاعتصام، ومع هرولة رأسي النظامين لتطبيع علاقاتهما مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. لكن علاقتها مع النظام الأوغندي ورعايتها ملف التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تعود إلى عهد النظام البائد.
ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني ونائبه الأول وأعضاء وأمين عام المجلس، المهندسة نجوى عباس قدح الدم المستشارة بمجلس السيادة التي توفيت اليوم الأربعاء.
وقال الإعلامي الإسرائيلي باراك رافيد اليوم الأربعاء، إن المكالمة الهاتفية التي كشف عنها نتنياهو بينه وبين البرهان تطرقت للحالة الصحية للمستشارة نجوى قدح الدم، ووصف رافيد قدح الدم بأنها كانت قريبة جدًا من الحاكم السوداني البرهان.
وما يزال الحديث لرافيد: وقال المحامي نيك كوفمان الذي عمل مع قدح الدم في أول تبادل للرسائل بين نتنياهو والبرهان "لقد كانت دبلوماسية عظيمة تم من خلالها إقامة علاقات بين إسرائيل والسودان".
وأضاف: "على متن الطائرة الإسرائيلية التي هبطت في مطار الخرطوم كان هناك فريق طبي ومعدات وأدوية بالإضافة إلى مسؤول إسرائيلي كبير، في البداية كانوا يفكرون في الطيران بها لتلقي العلاج ولكن بعد ذلك أصبح من الواضح أن حالتها حرجة ولن تسمح بذلك، اليوم بعد مرور (24) ساعة على عودة الطائرة إلى "إسرائيل" جاءت الأخبار الصعبة إلى القدس بأن فايروس كورونا تمكن من مهندس العلاقات الإسرائيلية السودانية وفارقت الحياة".
المصدر: وكالات