فلسطين المحتلة -خاص بقدس الإخبارية: في اليوم الذي اعتقلوا فيه قسام، أخذوا معهم كرسيّاً حديدياً من منزله في بلدة كوبر شمالي غرب مدينة رام الله، ولم تُدرك العائلة حينها سبب ذلك، لكنّهم علِموا بأن إحدى طُرق تعذيب قسام أثناء التحقيق معه كانت وضع رجل الكرسي مكان جُروحه.
فجر اليوم هدم الاحتلال منزل الأسير الفلسطيني قسام عبد الكريم شبلي (البرغوثي)، بزعم مشاركته في عملية “عين بوبين” قرب مستوطنة “دوليف” غربي مدينة رام الله في الـ23 من شهر آب/ أغسطس 2019، حيث قُتلت فيها مستوطِنة وأصيب والدها وشقيقها.
تقول الدكتورة وداد البرغوثي لـ”قدس الإخبارية” إن جيش الاحتلال دهم منزلهم في الـ26 من شهر آب 2019، حينها اقتحموا المنزل وأطلقوا كلابهم على زوجها عبد الكريم فنهشته، ثم حاول قسام (26 عاماً) الدفاع عن والده فطرحوه أرضاً، وتركوا الكلاب تنهش جسده.
وتُضيف: “تم احتجازنا في غرفة، وقسام في غرفة أخرى، كنا نسمع صوت صراخ فقط ولا ندري ماذا يحدث، غير أن التحقيق الميداني معه استمر لثلاث ساعات، وبعد أن انسحبوا ومعهم ابني، كانوا يحملون معهم كرسيّاً حديدياً، استغربنا بداية، لكننا علمنا بعد ذلك أن المحققين كانوا يضعون رجل الكرسي على جُروح قسام (أماكن عضّات الكلاب) ويضغطون عليه بقوّة”.
وتُشير لـ"قدس" إلى أن قسام تعرّض لأساليب عديدة من التعذيب خلال التحقيق معه وأن جسده كان منهكاً جداً وآثار التعذيب بادية عليه، لكنه اليوم يتعافى شيئاً فشيئاً كونه يتمتّع بمعنويات عالية.
بعد أن هدم الاحتلال منزل العائلة فجر اليوم، خرجت الدكتورة وداد البرغوثي تقول: “كل البيوت وكل دولة إسرائيلي لا تساوي حذاء قسام”.
وزرع والدا قسّام قرب بيتهم المهدوم من قبل آليات الاحتلال نبتة الصبر، دلالة على صبر العائلة على ما ألمّ بها طوال السنوات الماضية، من تعرّض لاعتقالات وتحقيقات ومداهمات والتفتيش المستمر للمنزل إلى جانب الاعتداء بالضرب على أفراد العائلة.
قسّام ما زال موقوفًا في سجون الاحتلال ولم يصدر بحقّه أي حكم منذ اعتقاله في شهر آب عام 2019، وشبّان بلدته كوبر تصدّوا لقوات الاحتلال من خلال رشق الجنود والآليات بالحجارة والمولوتوف ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة جداً.
وخلال عملية الهدم ساند أهل كوبر العائلة مُبرقين تحية للأسير قسام من خلال ترديد الأغاني الوطنية “جنة جنة جنة .. تسلم يا وطنّا”.
كما ردّوا على عملية الهدم بإحراق إحدى الآليات العسكرية التي شاركت في الهدم فجر اليوم عبر رشقها بعدد من الزجاجات الحارقة أثناء الانسحاب من كوبر.