شبكة قدس الإخبارية

عشاقٌ يستذكرون أيامًا جمعتهم بالأقصى والقدس في رمضان

jkdc7wj737aq

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: ينتظرون من العام إلى العام، كي يتسنّى لهم الدخول إلى المدينة المقدّسة والاعتكاف في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان، أو ما استطاعوا من أيامه الفضيلة.

سنُطلق عليهم اسم المُشتاقين إلى القدس والأقصى، فهذا العام كان كورونا شريكًا للاحتلال، فالمسجد الأقصى أُغلقت أبوابه في رمضان أمام المصلين والمعتكفين والمرابطين والمشتاقين للقائه بعد سنوات عجاف ثقيلة، ضمن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس.

كان المشتاقون ينتظرون الجمعة الأولى كي يتمكنوا من الدخول للقدس بأساليبهم الخاصة، فالاحتلال لا يُدرجهم ضمن الفئات التي يُسمح لها بدخول المدينة، وهم اليوم باتوا يستذكرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أجمل اللحظات والذكريات في زوايا المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة ومواقف مُضحكة عديدة يتمنون لو أنها تعود.

يقول المصور الصحفي أسيد عمارنة من مدينة بيت لحم لـ”قدس الإخبارية” إنه ينتظر شهر رمضان كل عام، ويتجهّز له قبل شهر من دخوله، فيُنهي كافة أعماله المتراكمة، كي يتمكّن من الاعتكاف لأطول وقت ممكن في المسجد الأقصى.

كما أنه يجهّز الكاميرا وجهاز اللابتوب حتى يستطيع إنجاز أعماله الصحفية من داخل المسجد.

ولأنّ أيام الجمع هي الفرصة الذهبية للشبان للدخول للقدس، يبين عمارنة: “أحرص أن لا أغيب عن صلاة الجمعة في العشر الأوائل من رمضان مهما كانت الظروف”. 

منذ سنوات طويلة، كان الاعتكاف في المسجد الأقصى يقتصر على العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، لكن خلال السنوات الأخيرة سمُح للمصلين بالاعتكاف بعد الجمعة الثانية. 

عمارنة يعتبر بأن الاعتكاف عبارة عن أداء العبادات والصلوات إضافة إلى ترابط جميل بين أبناء الوطن، حيث يجتمع الأصدقاء من أنحاء الضفة والداخل والقدس، وهذا اللقاء لا يتم إلّا في شهر رمضان، وذلك لبُعد المسافات.

ويوضح أنه “رغم صعوبة ظروف الاعتكاف من عدم وجود أماكن مخصصة للمبيت، وبُعد المتوضأ، واكتظاظه غالبًا، وخطر الاعتقال من قبل شرطة الاحتلال التي تتواجد بشكل مستمر عند الأبواب أو في الباحات، إلا أنها من أجمل أيام العام”.

أمّا عن تفاصيل المسجد الأقصى ورغم أن جميع زوّاره باتوا يحفظون كلّ شيء فيها، إلّا أنهم في كل مرّة يتعرّفون عليه كأنهم يدخلونه لأول مرة في حياتهم، فيقضون معظم وقتهم بين جنباته وباحاته، بحسب عمارنة. 

وحول ظروف هذا العام، يقول: “لم أتوقع أن يكون هناك سبب آخر يمنعنا من الصلاة في المسجد الأقصى غير الاحتلال، وكنا نأمل وندعو في كل عام أن تكون السنة التي تليها بدون احتلال، ولكن وباء كورونا سبق الاحتلال في منعنا عن مسجدنا، ولكني على ثقة بالله أن الخير قادم”.

أما المصوّر الصحفي محمد عتيق من جنين يقول لـ”قدس الإخبارية” إن المسجد الأقصى يعني لنا الكثير، خاصة أننا نُحرم منه طوال العام حتى في شهر رمضان، فنحن لسنا من الفئات التي يسمح لها الاحتلال بدخول الأقصى.

ويُضيف أن هذه الأيام تعزّ عليه كثيرًا، فهو يقضيها عادة في المسجد وفي مصلياته وبين مرافقه، أيامٌ قليلة مع العائلة، ثم بقية الأيام (20 لـ25 يومًا) في القدس والأقصى.

“الأقصى حياة” هكذا قال عتيق، حيث تعوّد خلال هذا الشهر أن يؤدي عباداته فيه، صلوات وقيام وقرآن وصُحبة طيّبة من أهلنا في القدس والداخل والضفة، إلى جانب مهنته في تصوير جماليات المسجد.

ويشير إلى أن أيام الاعتكاف صعبة على المُعتكفين لعدم وجود أماكن مبيت، إلى جانب الأيام الباردة، والتعب والحاجة للنوم بعد ساعات من القيام، لكن رغم ذلك فهي أيام لا تُنتسى برفقة الأصدقاء الذين يشاركوننا العبادة.

ويستذكر عتيق كيف أن أفراد عائلته يجتمعون أيام الجمع في المسجد الأقصى، فيلتمّ شمل العائلة في المكان الذي يحبّونه ويشتوّقون إليه ويتمنون لو أنهم لا يُغادرونه أبدًا. 

عمارنة وعتيق وغيرهم من الشبان والصحفيين الذين اعتادوا أن يكونوا من أوائل المُعتكفين في المسجد الأقصى، باتوا اليوم ينشرون صورًا لهم مع أصدقائهم تذكّرهم بالأيام الجميلة في المسجد الأقصى خلال رمضان، وكيف استطاعوا الدخول للمدينة رغم كل العراقيل التي وضعتها قوات الاحتلال.

ينشرون صورًا للأقصى ومصلياته بزخرفاتها وتفاصيلها وتاريخها، اعتادوا أن يصوّروها وينشروها لتراها كلّ عين لم تستطع الوصول إلى الحبيبة.