فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: منذ آخر زيارة في شهر آذار/ مارس الماضي، لا يعرفون عنهنّ شيئًا، فالزيارات مُنعت بعد تفشي وباء كورونا، كما مُنع المحامون من لقائهن، لكن وبعد ضغوطات حقوقية على إدارة السجون تمكنت الأسيرات من التواصل مع عائلاتهن عبر الاتصال الهاتفي باستثناء بعضهن.
إيناس عصافرة، ميس أبو غوش، وخالدة جرار كنّ من ضمن الأسيرات اللواتي حُرمن بأمر من مخابرات الاحتلال من التواصل والاتصال بعائلاتهن، حيث كتب والد الأسيرة أبو غوش: “مخابرات الاحتلال ترفض السماح لميس بالاتصال على عائلتها مع العلم أنه سُمح لجميع الأسيرات بالاتصال ما عدا ميس وخالدة جرار وإيناس عصافرة”.
وأضاف عبر “فيسبوك”: “الوطن غالي والجبين عالي يابا وصوتك في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا”.
“محمد” الذي يبلغ من العمر 5 سنوات لم يسمع صوت والدته إيناس عصافرة، فيرسل لها صوته عبر الإذاعة علّها تطمئن قليلًا عليه وعلى شقيقه عبد الرّحمن (ثلاث سنوات)، فيقول لها: “ماما، كيفك، إنت منيحة، اشتقتلك”.
محمد وعبد الرّحمن، طفلان في سنيّ عمرهما الأولى، يكبران بعيدًا عن والدهما، قاسم وإيناس عصافرة، فمنذ العام الماضي والاحتلال يحتجزهما في سجونه، كانا يريان والدهما قبل كورونا، لكنهما اليوم لا يستطيعان ذلك.
وما زاد من معاناة ذوي الأسيرين أن مخابرات الاحتلال رفضت السماح لإيناس بالاتصال بعائلتها كباقي الأسيرات في سجن “الدامون” اللواتي تمكنّ خلال الفترة الماضية من الحديث مع عائلاتهنّ والاطمئنان عليهن، بعد ضغوط حقوقية جرت على الاحتلال، في ظل توقف زيارات عائلات الأسرى والمحامين مع انتشار الوباء.
محمد وعبد الرحمن يسألان بشكل متكرر عن والديهما بحسب جدّهما عارف عصافرة، ويقول لـ”قدس”: “الاحتلال سرق فرحة والدهما برؤيتهما يكبران ويلعبان، ولا نعرف ماذا سيكون مصير إيناس وقاسم، فهما ما زالا موقوفين حتى اليوم”.
في العاشر من شهر آب/ أغسطس عام 2019 ادّعى جهاز “الشاباك” بأنه تم اعتقال فلسطينييْن من بلدة بيت كاحل غربي مدينة الخليل بزعم مشاركتهما في قتل جندي إسرائيلي (قبل يومين من الاعتقال) قرب مجمع “غوش عتصيون” الاستيطاني جنوبي بيت لحم، وكان أحدهما قاسم عصافرة (30 عامًا)، كما تم اعتقال آخرين من البلدة ذاتها من بينهم زوجته إيناس.
ومنذ ذلك الوقت، وإيناس وقاسم محتجزان في سجون الاحتلال ويُعرضان على محاكم الاحتلال.
يقول نصر عصافرة شقيق إيناس: “منذ أن اعتُقلت إيناس، غابت الحياة عن بيتنا، فهي وزوجها وأخي معتز أيضًا معتقلون في سجون الاحتلال”.
ويضيف أن شقيقته لم تكن تغيب عن منزل عائلتها، فتنشر البهجة فيه مع طفليها، الذيْن يفتقدانها كثيًرا خاصة نجلها الكبير، فعندما يُنادي أحدٌ من حوله على أطفاله، تشعر بأنه يقول في نفسه “ماذا عن أمي وأبي أنا، أين هما”.
ويوضح أن مخابرات الاحتلال منعت إيناس من الحديث مع عائلتها عبر الهاتف كباقي الأسيرات، ولا يعرفون عنها أي شيء منذ آخر زيارة لها قبل منع الزيارات بسبب وباء كورونا، حيث كانت في الرابع من شهر آذار/ مارس الماضي.