فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: أثار مشهد مصور من مسلسل خليجي يُبث على قناة "mbc" السعودية، ضجة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين وعدد من الدول العربية.
ويعرض المقطع المذكور، حوارً ساخنًا بين الفنانين "ناصر القصبي وراشد الشمراني" عن الفلسطينيين حيث سأل القصبي: "تريد تعمل بزنس مع الإسرائيليين؟" ليرد الشمراني، ”إن العدو هو الذي لا يقدّر وقفتك معاه، ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين”، مضيفًا ”كل تضحياتنا لأجل فلسطين، دخلنا حروب لأجل فلسطين، قطعنا النفط لأجل فلسطين، وعندما أصبح عندهم سلطة ندفع تكاليفهم ورواتبهم وإحنا أحق بالفلوس، وما يصدقون أن يلاقوا فرصة حتى يهاجمون السعودية”.
يظهر القصبي مرّة أخرى في شخصية "الرجل المنصف المتوازن"، "أصابع يدك ليست متشابهة، فمثلما يوجد فلسطينيون تهجروا عام 1948 وتعرضوا للمذابح في المقابل هناك من باع أرضه لليهود”.
الحوار الذي تضمن إساءة واضحة للفلسطينيين والتنكر لقضيتها، واختزالها بالموقف المالي وادّعاء الإساءة للسعودية كمبرر لمهاجمة الفلسطينيين، حمل أيضًا مبررًا للتطبيع مع الاحتلال وتجميل صورة الإسرائيليين بوضعهم بصورة مقارنة مع الفلسطينيين أصلًا.
اللافت في المشهد، هو طرح قضية التطبيع مع "إسرائيل" كموضوع للنقاش عبر الشاشات العربية، في وقتٍ يُعتبر فيه الحديث عن القضية ضمن المحرمات العلنية غير الخاضعة للجدل من أساسه.
تكسر القناة السعودية اليوم، حدودها في العرض، وتطرح قضية التطبيع بكونها "خيانة وجريمة"، إلى النقاش ضمن مشهد تمثيلي يعرض وجهة نظر أخرى، ويطرح الأمر في سياق وجهات النظر والآراء، في محاولة تمييع القضية واختزالها بآراء "قد تصيب"، ولها مبرراتها التي قد تبدو للبعض منطقية أو توافق معتقدهم في "اختيار عدوهم".
ولاقى المشهد انتقادات واسعة، برزت في فكرة الطرح من أساسه، وبغض النظر عن محاولات الإنصاف المزعومة، فقد حمل المسلسل لأول مرة قضية غير خاضعة للنقاش من الأصل، تجعل "فلسطين" في سياق المقارنات والاتهامات والمبررات، وتدفع بصورةٍ أخرى إلى إبراز الصوت الموافق للتطبيع بشكل علنيّ عبر الشاشات.
ودعا نشطاء فلسطينيون إلى مقاطعة القناة، بسبب ترويجها للتطبيع مع الاحتلال، ورصدت شبكة قدس الإخبارية، عددًا من التفاعلات عبر وسم #قاطعوا_ mbc، ووسم #مقاطعة_mbc.