بدأ عدد من المستوطنين في الآونة الأخيرة باقتحام منطقة عين ماء "العوجا" المعروفة لدى أغلب الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهي معروفة بكمية المياه الكبيرة التي تدفع بها نبعة الماء الطبيعية من عمق الجبال الشرقية للضفة الغربية، وتغذي أكثر من 12 الف دونم زراعي في قرية العوجا شمال مدينة أريحا.
لم تعد الصورة كما هي الآن فقد قل منسوب نبعة العوجا الى حد كبير جداً بسبب حفر الاحتلال الاسرائيلي لمجموعة من الابار في محيط منطقة النبعة، بدءا بحفر الاحتلال في بداية التسعينيات بئر في الجانب الغربي من النبعة وبالقرب من إحدى المستوطنات الموجودة الان شرق مدينة رام الله "ريمونيم".
وبحسب تقرير ة مركز "العمل التنموي/معا" فإنه وأثناء الانتفاضة الثانية قام الاحتلال بحفر بئر آخر بالقرب من النبعة أدى إلى تجفيف القناة بشكل كامل، فبعد أن كان البعض يسمي المنطقة "نهر العوجا" لقوة المياه وكميتها لم تعد المياه الآن كافية لبضعة مئات من الدونمات الزراعية في قرية العوجا التي يبلغ عدد سكنها أكثر من 4500 شخص.
وأوضح التقرير أنه "وفي السنوات الأخيرة بدأت النبعة تجف بشكل كامل ابتداءا من شهر اغسطس حتى بداية الشتاء في العام المقبل. ورغم ذلك يقصدها الفلسطينيون من كل مكان في الضفة الغربية خلال الفترة التي تجري فيها المياه هروباً من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف.
وأضاف التقرير أن "المستوطنين الذين بدأوا بوضع مخططات للسيطرة على نبعة المياه، يقومون بالسيطرة على الأرض في نفس الوقت. كما أن هؤلاء المستوطنين شرعوا بتنظيم رحلات وأيام ترفيهية للعائلات وللأطفال من كافة المستوطنات في الضفة الغربية، فتقريباً لا يخلوا يوم دون أن ترى فيه عائلات من المستوطنين بالقرب من نبعة العوجا يقضون وقتهم في السباحة والتقاط الصور وحفلات الشواء".
يجدر الاشارة الى أن مستوطناً واحداً قام باحتلال أكثر من 1500 دونم في المنطقة الواقعة بين مستوطنة "ميفؤوت اريخو" شمال الديوك والنويعمة الفوقا, وبين مستوطنة "ايتاف" الواقعة غرب قرية العوجا، وقد بدأ هذا المستوطن مؤخراً بدعوة العائلات اليهودية للاستيطان في المنطقة لاقامة مستوطنة جديدة تربط مستوطنتي" ميفؤوت أريخو" و "ايتاف" بحيث يقسم هذا الجسم الاستيطاني منطقة أريحا عن قرية العوجا من الجانب الغربي وبالتالي يتم فصل المناطق الفلسطينية بشكل كامل عن نبعة العوجا التي ستسصبح في هذه الحالة للمستوطنين فقط.
وقال التقرير إنه "سيجري تهجير أكثر من ألف فلسطيني يعيشون في التجمع البدوي "رأس العوجا" القريب من النبعة، كما سيتم تسييج مدينة أريحا بالمستوطنات ولن يستطيع حينها الفلسطينيون القادمون من رام الله مثلاً دخول أريحا الى عبر معبر حدودي يشبه الحواجز التي تفصل الضفة الغربية عن الأراضي المحتلة عام 1948.