رام الله -خاص بقدس الإخبارية: “أثناء ضربه بأيديهم وبالأسلحة، فتحوا عينه ووضعوا فيها غاز الفلفل دون رأفة به ولا رحمة، آثار التعذيب بدت واضحة على جسده، وما زال يُعاني منها حتى اليوم”.
بدأت الحكاية قبل أكثر من ثلاثة أسابيع حينما كان أربعة أشخاص من عائلة عاصي يجلسون في أرضهم مساء يوم جمعة، ببيت لقيا قضاء رام الله، وباغتهم نحو عشرين عسكريًا فلسطينيًا وشرعوا بضرب الشاب إيهاب.
يقول سمير عاصي (45 عامًا) في حديث لـ "قدس الإخبارية" إنه كان برفقة ابن أخيه إيهاب (32 عامًا)، وابنه (19 عاماً) وابن أخيه الثاني (19 عامًا) يجلسون في أرض لهم في بيت لقيا، حيث شاهدوا من بين الأشجار ضوءاً من بعيد، معتقدين بأن جيش الاحتلال اقتحم المكان”.
ويضيف عاصي أن إيهاب كان يجلس في السيارة حينما أقبل عليه عدد من الأشخاص وسألهم عن هويتهم قائلاً: “أنتم عرب أم يهود”، فرّدوا عليه “يهود”، ثم بدأوا بضربه في كافة أنحاء جسده، ويقول: “كنا نبعد عن إيهاب نحو عشرين مترًا، وحينما حاولنا الاقتراب منهم، بدأوا بإطلاق النار علينا بشكل مباشر بمساندة سبعة عناصر أخرى (إضافة إلى العشرين)".
وأكد أنه لولا معرفته بالمنطقة بشكل دقيق، لما استطاع الهروب وابنه وابن أخيه الثاني من الرّصاص الذي كان يصطدم بأشجار الزيتون، لكن سمير عاصي عاد واختبأ في مكان ما في أرضه ليعرف هوية هؤلاء الأشخاص، وهل حقا هم يهود.
ويُضيف: “تفاجأت حينما تعرّفت على اثنين منهم وهم من أبناء قريتي ومن عائلة واحدة، أحدهما يعمل في جهاز الاستخبارات والآخر في الوقائي”.
ويؤكد أن إيهاب تعرّض لعدة كسور في جسده، والكدمات وآثار الضرب ما زالت بادية على جسمه حتى اليوم، ويقول: “أثناء ضربه، كانوا يفتحون عينه ويضعون فيها غاز الفلفل دون رحمة!”.
بعد الحادثة، تم الاجتماع مع بلدية بيت لقيا للوقوف على الحادثة، كما تقّدم عاصي بشكوى للنيابة العسكرية في أم الشرايط، وقدّم وابنه إفادتهما، ومنذ أسبوعين لم يصله أي رد.
وتعقيبًا على ذلك قال: “هذا شغل مافيا، ازا ما في قانون في وطنا، بدنا نروح ندوّر على وطن فيه قانون يحمينا”.
وأكّد عدم وجود أي خلافات سابقة ما بين الطرفين، وأن ما حصل وبحسب المعلومات التي استطاع الحصول عليها بأنه خارج عن القانون، ولم يتم التنسيق للقيام بأي مهمة في هذه المنطقة.
من جانبه، روى إيهاب عاصي لـ "شبكة قدس" تفاصيل ما حدث معه حينما كان يتواجد برفقة عمه لحظة اعتداء الأجهزة الأمنية عليهما.
وقال عاصي لـ "شبكة قدس" إن أحد العناصر قام بتصويب السلاح تجاهه بشكل مباشر وعندما حاول المدافعة عن نفسه قام العنصر بإطلاق النار فأصاب نفسه في منطقة القدم.
وتابع قائلاً: "بعدما أصيب العنصر قامت عناصر الاستخبارات بالهجوم مجدداً علي وتم ضربي فيما قام عمي بالهروب من المكان وتم إطلاق النار باتجاهه في محاولة لقتله وتم تكسير سيارته من قبل الأجهزة التي هاجمتنا في المرة الثانية".
وأوضح "بعدما تم نقلي من المكان، بدأت محاولة توجيه التهم لي بإصابة العسكري بسلاح من طراز كارلو والتلويح بسجني 15 عاماً".
وواصل قائلاً: "تم تهديدي بشكلٍ واضح بالسجن حال قدمت شكوى"، مواصلاً: "أبلغوني أنهم سيسجنونني 7 سنوات بتهمة إطلاق النار من سلاح كارلو رغم أني لم أكن أحمل أي سلاح فيما كانوا هم في مهمة غير رسمية ويحملون أسلحة من طراز m16 غير مرخصة من قبل الأجهزة الأمنية".
وبين أنه تم نقله إلى المستشفى والاعتداء عليه هناك بالضرب على ذراعه التي أصيبت عدة مرات قبل أن يفرج عنه لاحقاً، مستكملاً: "اتفقوا مع أحد الأطباء ألا يعطيني تقريراً طبياً وهو ما حدث إذ رفض الطبيب أن يمنحني تقريراً طبياً فقمت بتصويره من أجل تقديم شكوى، ليقوم بالاعتداء علي مجدداً قبل أن تتدخل ذات القوة التي كانت متواجدة بالمكان وتعتدي بالضرب والتهديد من جديد".
وحاولت “قدس” التواصل مع الناطق باسم الأجهزة الأمنية لمعرفة تفاصيل أكثر، لكنها لم تلقَ ردّاً.