القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "بدي إياك تروح من السجن يا بابا عشان أنوَرلك عينيك"، تقول الطفلة انتصار البازيان، لوالدها الأسير علاء الذي حرمها الاحتلال، من حضنه والعيش معه، منذ أكثر من 6 سنوات.
اعتقل الاحتلال الأسير علاء البازيان، من مدينة القدس المحتلة، خلال الحملة التي شنها على محرري صفقة "وفاء الأحرار"، في العام 2014، وأعاد له حكمه السابق بالسجن المؤبد.
يعاني البازيان من إصابة تعرض لها، قبل اعتقاله الأول في العام 1979، بعد أن انفجرت به عبوة ناسفة، ليفقد بصره ويستشهد رفيقه، ويعتقل الاحتلال علاء وهو مطرز بالشظايا في الوجه ومختلف أنحاء جسده.
تقول زوجته "لقُدس الإخبارية": علاء يعاني من أوضاع صحية صعبة، جراء الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال على الأسرى، وخاصة مع الشظايا التي لا تزال في جسمه، ويزيد من أوجاعه ظروف الحر والبرد الشديدين، في سجن النقب، حيث يحتجز حالياً.
"الاعتقال الأول لعلاء كان في 1979، ثم أفرج عنه بعد عامين، وأعيد اعتقاله في 1981، ثم تحرر من سجون الاحتلال في 1985، قبل أن يعتقل للمرة الثالثة لمدة 27 عاماً، حتى أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار بالعام 2011"، تضيف زوجته.
وتروي أن علاء بعد تحرره في 2011، كان متلهفاً للحياة كحال أي أسير قضى سنوات طويلة من الحرمان والقهر في سجون الاحتلال، وبعد زواجهما قال لها أنه يريد الان أن يعيش الحياة بعد كل المعاناة التي لاقاها.
رزق علاء بعد زواجه بطفلته "انتصار"، التي لم تعش مع والدها سوى لعامٍ و4 شهور، وعقب إعادة اعتقاله في 2014، ولدت طفلته الثانية "منار"، وأبصرت النور دون وجود والدها.
تقول زوجة علاء: "انتصار متعلقة بشدة بوالدها، لأنها عاشت معها، ودائماً تقول له أنها بانتظار أن يتحرر من السجن، كي تلعب معه وتمسك بيده وتمشي معه في شوارع القدس".
توفي والدا علاء قبل عام فقط من الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، وفور وصوله إلى القدس، توجه لزيارة قبرهما، وقال لهما: "اليوم أفرج عني ولكني حرمت من رؤيتكما أن تكونا في استقبالي".
"كل ما نتمناه أن يعود علاء لأسرته ويعيش مع طفلتيه، فهو الان في السجن، بدون أي تهمة أو قضية، سوى أن الاحتلال يريد الانتقام من الأسرى المحررين"، تقول زوجته.