ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: قال "رون بن يشاي" محلل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن أزمة الكورونا أدت لتقليل أنشطة الحركات التابعة لإيران في الشرق الأوسط، ولكن هذه الأنشطة لم تتوقف بشكل كامل، حيث ما زالت إيران تحاول التمركز في سوريا لتشكيل جبهة ضد "إسرائيل"، وكذلك الجماعات التابعة لإيران في العراق مستمرة باستهداف مواقع الجيش الأمريكي، إضافة لاستمرار حزب الله بالعمل في الجولان السوري لإقامة مواقع لاستخدامها في المواجهة مع الاحتلال.
وأضاف المحلل أن أعمال حزب الله في الجولان السوري هي المسبب للتوتر الحاصل حالياً في الجبهة الشمالية للاحتلال، حيث شهدت الأيام الماضية حادثتين منفصلتين زادت من شدة التوتر، ورغم عدم وجود صلة بين الحادثتين.
ولكن على ما يبدو فإن الحادثة الأولى التي وقعت منتصف الأسبوع الماضي كانت جزءاً من المعركة الخفية التي تخوضها "إسرائيل" ضد حزب الله في سوريا وحادثة الأمس على ما يبدو كانت رداً من حزب الله على الحادثة الأولى.
وذكر "بن يشاي" أن الحادثة الأولى كانت يوم الأربعاء الماضي حيث قامت طائرة بدون طيار باستهداف سيارة على الحدود اللبنانية السورية يوم الأربعاء دون وقوع إصابات، في حين الحادثة الثانية كانت بالأمس على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، حيث عثر جيش الاحتلال على ثغرات في السياج الحدودي الفاصل.
ويرى المحلل أن إعلان جيش الاحتلال عن تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية حادثة الأمس كان بسبب التقديرات التي تؤكد أن عناصر من المقاومة في لبنان هم من قاموا بخرق السياج الحدودي في ثلاثة أماكن مختلفة، وتشير الأدلة أن ثلاث خلايا تابعة لحزب الله عملت في نفس الوقت بسرعة وبمهنية وأحدثوا فتحات بالسياج الحدودي، وانسحبوا من المكان بسرعة.
وأضاف "بن يشاي" أنه في حال كانت حادثة الأمس بالفعل رداً على استهداف السيارة في سوريا، فإن الحديث يدور عن رسائل تحذيرية متبادلة بين حزب الله والاحتلال، وهذه الرسائل هدفها التهديد فقط وليس الوصول لتصعيد، وذلك لأن الاحتلال وحزب الله غير معنيان حالياً بالدخول في حرب بسبب أزمة الكورونا في لبنان والاحتلال.
وأوضح المحلل أن مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حول استهداف السيارة يظهر أن من قام باستهداف السيارة لم يقصد باغتيال من بداخلها، وذلك لأن الصاروخ الأول لم يصب السيارة وسقط بجانبها، في حين سقط الصاروخ الآخر على السيارة بعد فترة ليست قصيرة تمكن خلالها المقاومون من مغادرة المركبة.
وأضاف أن قواعد اللعبة التي وضعت خلال الأعوام الماضية أصبحت معروفة لدى متخذي القرارات في "إسرائيل"، ففي حال قامت دولة الاحتلال باغتيال عناصر من حزب الله فإن الحزب سيرد بالضرورة مما قد يؤدي لجولة تصعيد وهو ما لا تريده "إسرائيل" في الوقت الحالي، ولذلك على ما يبدو فإن الاحتلال كان يرغب فقط بإيصال رسالة لحزب الله دون تنفيذ عملية اغتيال.
وأنهى المحلل قوله بأن المقولة التاريخية العين بالعين والسن بالسن ما زالت موجودة في الشرق الأوسط، كما كانت في فترة التوراة وما زالت في فترة الكورونا ولكنها تجري بصورة حذرة ومحكمة أكثر.