القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: مكان هُجِر منذ سنوات، كان لا بدّ من استغلاله في هذا الظرف الصعب، مخبزٌ قديم لم تطأه قدمٌ منذ فترة طويلة. فكرةٌ عابرة سرعان ما أضحت حقيقة لتُغيث أهل قرية بيت عنان شمالي غرب مدينة القدس المحتلة، وتُساندهم بأبسط الإمكانيات.
الفكرة تكمن في تحضير الخبز وتوزيعه على عائلات بيت عنان، لكن الفكرة تحتاج إلى الدعم المادي، فالأمر سيطول، لأنّ الحديث لا يدور حول يومين أو ثلاثة، وإنما أكثر بسبب أزمة كورونا التي تعيشها فلسطين.
بدايةً، كان لا بدّ من سؤال صاحب المخبز والحصول على موافقته للبدء بتحضير وتنظيف المكان، وهو عبارة عن مخبز قديم يعمل على الحطب، وعند طرح الفكرة عليه قال: “المخبز تحت تصرفكم.. والكهرباء علي”، وذلك بحسب ما أفاد به ينال ربيع أحد الشبان الفلسطينيين المُشاركين في هذه الفكرة والمُنفذين لها والتي جاءت تحت عنوان "الخير فيكي يا بلد".
ويُشير لـ”قدس الإخبارية” إلى أن الفكرة تحتاج للّدعم كونها ستستمرّ لعدة أيام، حيث تم التوجه إلى إدارة مركز “المنتدى الثقافي” في بيت عنان، والتي بدورها دعمت الفكرة وطلبت منّا البدء بالعمل فورًا، وأن كل ما سنحتاجه سيكون متوفّرًا ضمن الإمكانيات المتاحة.
21 شابًا عملوا في هذا المخبز من الألف إلى الياء (من بينهم ثلاثة خبّازين)، أحيوا المكان، نظّفوه، رتّبوه، ثم بدأت بشائر الخير تهلّ عليهم، منهم من ساندهم بالطحين أو الملح أو السكر، وآخرون بالحطب ليس من أجل شيء سوى عمل الخير والمساندة.
وحول الإجراءات الوقائية أكد ربيع أن الشبّان الذين يعملون في المخبز يتّبعون إجراءات الوقاية من لبس الكمامات والكفوف والمسافة، وكذلك من يوزّع الخبز على العائلات الفلسطينية، وذلك لحمايتهم من الفيروس وللحد من انتشاره.
يقطن في بيت عنان نحو 5 آلاف نسمة، ويتم توزيع الخبز بشكل يومي على 1113 أسرة كلٌّ بحسب احتياجه، هذه الفكرة التي أصبحت واقعًا سعِد بها أهالي القرية الذين شكروا كلّ من شارك فيها وساند جميع العائلات خاصة المستورة والتي انقطعت أرزاقها في ظل هذه الأزمة.
22 يومًا يعمل فيها الشبّان دون كلل أو ملل، بهمّة ومعنويّات عالية، بمساندة وتبرعات لا تنقطع، فخير الناس أنفعهم للناس.