رام الله – خاص قدس الإخبارية: في ظل فرض حالة الطوارئ في فلسطين المحتلة، بسبب فيروس (كوفيد19- كورونا) وما تبع ذلك من تطورات بفرض تقييد الحركة على الأهالي، رفض عبد الله حماد من بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله، أن يجلس في بيته دون أن يقدم المساعدة لمواجهة الوباء، الذي بدأ ينتشر في بلادنا.
الصين حاربت الفيروس بالحجر والتعقيم وهي الوسيلة الحكيمة كما يقول عبد الله، الذي حمل شعار "يد بيد، نحمي بلدنا" واضعاً إياه على جهاز التعقيم الذي عمل على تصميمه، الذي لاقى قبولاً واسعًا بالرغم من تصنيعه محليًا، بالإمكانيات الموجودة ذاتيًا، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
فكرة الجهاز
يقول الفلسطيني حماد، ويعمل مديرًا لشركة الوفاق للجرانيت: "جاءتني فكرة عمل جهاز التعقيم وهو عبارة عن صندوق يوضع في الشوارع والأماكن العامة يبدو كممر، ويساهم في تعقيم العابرين فيه، بعد رؤيته في تركيا عبر فيسبوك، عرض صديق الفكرة عليّ، وبدأت بالبحث أكثر حولها والمباشرة ببدء خطوات التنفيذ والتواصل مع سبّاك للمساعدة في إعدادها.
وتابع: "بدأت التجربة بنموذجٍ بسيط، محاكاة للتصميم، بالرغم من أن الكثير أحبطوني ووصفوني بالجنون وبالاستغناء عن المال، لكنني عرضت الأمر على رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة، وقد أبدى إعجابًا وتشجيعًا، وأثنى على فكرة وضع واحد بمجمع فلسطين الطبي".
من جانبه، قال رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة، إن هذا الجهاز جزء من إجراءات الوقاية والتعقيم، ما قبل الإصابة، أعداد كبيرة من الأهالي تزور البلديات والمؤسسات، ومن الجيد أن يكون الفرد معقمًا عند الدخول للمكان.
وأضاف دولة: "نشكر حماد، فهذا إجراء وقائي مهم حتى لا نعرض أنفسنا للإصابة بالفيروس، وللحد من انتشار الوباء، لكننا والأهم نطالب الناس بالتزام البيوت وعدم الخروج والتجمعات والمخالطة هناك فرق تعمل من البلديات والصحة تعمل بشكل مكثف للمساعدة في ذلك.
كيف يعمل؟
الجهاز عبارة عن ممر يعمل أوتوماتيكياً بحيث يدخل فيه الإنسان وتبدأ عملية التعقيم، ثم يخرج منه في الاتجاه الآخر بعد انتهاء العملية، يتكون الجهاز من المِرش وماكينة هواء وماكينة ماء وخزان ماء يعمل بالضغط، ويحتوي على المادة التعقيمية.
وتبلغ سِعة الخزان من المادة التعقيمية 10 لترات إلى 50 لترًا، ويمكن لكمية 50 لترًا من السائل تعقيم عدد 300-400 شخص تقريبًا، كما أثبتت تجربة مستشفى فلسطين الطبي.
أما فيما يتعلق بأماكن الجهاز، فأشار إلى أنه يوضع في الأماكن والمرافق العامة، ومداخل المؤسسات العامة مثل البنوك والصحة، كذلك المصانع التي تضم أعدادًا كبيرة من العمال والزبائن، مع التأكيد أنه ضمن إجراءات الوقاية فقط.
وبادر بطرح فكرة وضعه قرب الحواجز، لأن تكلفته ليست مرتفعة جدًا، لكن توفير المعدات يبدو صعبًا في ظل الظروف الحالية.
ووفقًا لحماد، فإن السيناريو الأبرز هو استفادة العمال الفلسطينيين بالداخل المحتل، من الفكرة، بحيث يمكنهم التعقيم داخل الجهاز، حتى فحصهم من قبل وزارة الصحة، مع الأخذ بعين الاعتبار توعيتهم بضرورة التعقيم والحجر المنزلي لاحقًا لغير المصابين.
وأضاف: بعد نشري لمقطع مصور من عمل الفكرة على فيسبوك، تلقيت اتصالًا من مسؤول بمجمع فلسطين الطبي ناصر الفرا، أبدى إعجابه بتنفيذ الفكرة، مطالبًا بإعداد جهاز للمستشفى نظرًا للعدد الكبير الذي يزورها من مرضى وطاقم طب
بدء التجربة الفعلية
وحول تعامل الأهالي وتقبلهم للفكرة، أوضح أن شخصيات بدأت بتجربته، بعد استشارة طبية وهندسية حول مادة التعقيم المناسبة التي لا تسبب ضررًا للعين أو الجلد والملابس.
وعقب مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي، على الجهاز قائلًا إنه مهم جدًا لتعقيم الطواقم الطبية والمرضى والمراجعين وهذا يخفف من نسبة العدوى بالفيروس بشكل كبير جدًا، وهذه خطوة من ابتكار محلي ونشكر كافة العاملين على هذا الجهاز الذي سيخدم خدمة مهمة وفائدة كبيرة.
ويعرف فيروس كوفيد 19- كورونا، بأنه وباء بدأ ظهوره من الصين نهاية العام الماضي، وبدأ بالانتقال والانتشار في المئات من دول العالم، وسجل نحو مليون إصابة وقرابة 50 ألف حالة وفاة حول العالم، فيما سجلت فلسطين 155 إصابة، وحالة وفاة واحدة وتسجيل 18 حالة شفاء.