شبكة قدس الإخبارية

"عـقـربـا" الخـيـر

55
هدى عامر

عقربا- خاص قُدس الإخبارية: كما العادة، تبدو "عقربا" جنوب شرق نابلس، رائدة في مكانها وموقعها وسلوكها، وتشكّل مثالًا مستمرًا على حالة التعاضد الاجتماعي، الذي يُحتذى به.

بيومين تقريبًا، تمكنت بلدة عقربا من بدء حملة تبرعات لإسناد العائلات المتضررة، بلغت حصيلة ما جمعته نحو 800 ألف شاقل.

وأطلقت بلدية عقربا موجة مفتوحة، أعلنت عنها عبر صفحة البلدية على فيسبوك، لفتح الباب أمام الراغبين بالتبرع من أبناء البلدة.

وتهدف الحملة إلى جمع التبرعات المادية والعينية لإعانة الأسر المتضررة جراء الإغلاقات أو وقف الأعمال وتأثر الأرزاق والعديد من الحالات التي خلّفتها أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال رئيس بلدية عقربا غالب ميادمة، إنه جرى التفكير بالحملة للمساعدة في الأوضاع الراهنة وبدأت البلدية بتشكيل لجنة من شخصيات المجتمع المحلي والأعيان والنخب المؤثرة والثقات.

وأوضح ميادمة لـ"قدس الإخبارية"، إن الإعلان عن لجنة "الإغاثة والمؤازرة" عبر فيسبوك، في 30 آذار/مارس، لتوضيح ماهية عملها والشخصيات الأعضاء فيها للتعامل معهم، من قبل المتبرعين.

ووفقًا لرئيس البلدية، فإن تشكيل لجنة لجمع التبرعات من المجتمع المحلي في البلدة وأهالي بلدة عقربا في الخارج، جاءت نظرًا للوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم، ووطننا فلسطين والمتمثل في انتشار فايروس كورونا.

وبرزت حالات مستجدة من الاحتياجات المختلفة على مستوى الأفراد وعلى المستوى الصحي مما يتطلب وجود صندوق تبرعات لمعالجة أي طارئ.

عقربا.. تنافس على التبرع

وفي تفاصيل المساهمات، جاءت التبرعات المادية بما قيمته 700 ألف شاقل، نقدًا من أبناء عقربا المغتربين في الخارج، إضافة إلى أهالي البلدة المقيمين فيها.

وبحسب ميادمة، فإن سكان البلدة قدموا مبالغ مالية، بجانب مساعدات عينية من المواد الغذائية وزيت الزيتون، فيما تعهد أحد التجار المستوردين للبضائع من الخارج، بتقديم ما قيمته 70 ألف شاقل من الملابس.

وتأتي قنوات التبرع عبر عدة وسائل، أولها إطلاق الموجة المفتوحة، والحديث الإعلامي واستخدام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التواصل مع المتبرعين في الخارج، وحث المقيمين المحليين في البلدة.

يُذكر أن الكثير من أبناء عقربا يقيمون أو يعملون في الخارج، وقد ساهموا بشكل فاعل في الحملة، حيث وصلت مبالغ مالية من ألمانيا وقطر والإمارات عبر أرقام الحسابات، وعضو اللجنة عز الدين ديرية، وقد فاقت 50 ألف دولار.

محليًا، وضعت نقطة تبرع بمبنى وسط البلدة، يداوم بها أعضاء من اللجنة، يملأ المتبرع بطاقة التبرع ويقدم مساهمته سواء مادية أو عينية.

وفيما يتعلق بأوجه التوزيع والصرف، أوضح أن الآلية يجري إعدادها بشكلٍ منتظم لتشمل عدة أوجه، وتضم فئات أوسع.

وتستهدف بالدرجة الأولى العائلات الجديدة التي تضررت بفعل الإغلاق، منهم عمال اليومية والمرضى المحتاجين للعلاج.

كما تشمل الخطة، تجهيز غرف للعمال العائدين من الداخل المحتل، ولا يستطيعون البقاء في الحجر المنزلي لاكتظاظ المنزل أو عدم إمكانية الانفراد ببيت العائلة، ودعم الأطباء والشبان المساهمين في العمل التطوعي.

تنافس على الخير شهدته عقربا، دفعت أهلها في الداخل والخارج للتسابق لتقديم المزيد، وتزايد ردود الفعل الذي شكّل حالة من التماسك والتعاون الاجتماعي لا مثيل له، ودعوات لأن تحذو البلدات والمحافظات الأخرى حذو "عقربا".