فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: ليس ذنبًا أو عيبًا أن تكون مُصابًا بالفيروس الذي عصف بدول العالم أجمع، أو حتى مُشتبه بإصابتك بالفيروس، لكن بعض الأشخاص وهم فئة مجتمعية محدودة يجعلون هذا الأمر وكأنّه “عار” و”عيب”.
منذ أن ظهر الفيروس وهناك أناس مُتعبون، يُعانون من أعراض الانفلونزا لكنّهم لا يبوحون بذلك لأحد، وهذا يعود لأنّ فئة من فئات المجتمع تُحاول أن تجعل من المصاب والمشتبه به “شخصية يجب نبذها والابتعاد عنها”، في الوقت الذي يكونون فيه الأحوج لرفع المعنويات والهمّة كي يتخطّوا مرضهم.
علاء صالح شاب جامعيّ من قرية سرطة قضاء سلفيت شمال الضفة المحتلة، وهو أحد الشبان الفلسطينيين العاملين في الأراضي المحتلة عام 1948، يقول لـ”قدس الإخبارية” إنه تعرّض في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لتعب شديد وأعراض انفلونزا، وفي اليوم التالي قررت أن أعود من عملي لبلدتي.
ويُضيف: “ولأنني أعي تمامًا بأنني قد أكون مُصابًا بالفيروس، ما إن وصلت مفترق “حارس” حتى أبلغت- من باب المسؤولية - الجهات ذات الاختصاص، وبالفعل حضر محافظ سلفيت عبد الله كميل الطواقم الطبية حيث تم نقلي عبر سيارة إسعاف إلى بديا، وهناك تم أخذ عيّنة مني لفحصها.
صالح تعرّض لتعليقات جارحة من تلك الفئة التي تحدّثنا عنها سابقًا، لكنّه كان إنسانًا مسؤولًا، لم يرض أن يلتقي بعائلته التي لم يرها منذ أسبوعين، كما لن يراهم أيضًا لمدة 14 يومًا إضافية، حيث سيلتزم بالحجر المنزلي في بيته، ولن يتمكن من رؤية زوجته ولا طفلته.
المسعف أنس الحموري، كتب أيضًا على صفحته عبر “فيسبوك” أنه خلال الأيام الأخيرة، بدأت نفسيات بعض المُسعفين تتعب نتيجة “فئة متنمّرة”، تعتبرهم “مرض يمشي على الأرض”، حتى أنهم باتوا يبتعدون عنا ويتجنّبون الحديث معنا، وحتى السلام من بعيد.
ويتساءل: “ما ذنبنا أننا وجدنا أنفسنا فجأة بخط الدفاع الأول أمام هذا الفيروس؟”، ويضيف: “نحن أيضًا لدينا عائلاتنا ونخاف عليهم وعلى صحتهم، ونعرف أيضًا كيف نعمل وكيف نحمي أنفسنا ونلتزم بكافة التعليمات بكل مهنيّة كي نحافظ على أنفسنا ونعود إلى حضن العائلة ونحن مطمئنين ومتأكدين أننا قمنا بواجينا على أكمل وجه.
ويبين أنه ليس كل من يلبس كمّامة هو مريض بمرض معدي، ولا داعي للتعليقات السخيفة التي نسمعها يوميًا، لافتًا إلى أن المرضى المعزولين ليسوا “زومبي” ولن يقتلوا أحدًا، داعيًا جميع الناس إلى التزام منازلهم، حفاظًا على حياتهم وسلامتهم وسلامة أحبابهم.