فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أثار إعلان حكومة الاحتلال، عن اشتراك جهاز المخابرات "الشاباك"، في جهود منع تفشي فيروس "كورونا"، تساؤلات حول طبيعة دوره، وآليات الحصول على المعلومات، وكيف سيستخدمها لخدمة أهداف استخباراتية أمنية.
وكان بنيامين نتنياهو أعلن في مؤتمر صحفي، جاء للحديث حول انتشار "كورونا"، عن استخدام تقنيات جهاز "الشاباك"، لمتابعة المصابين بالوباء ومعرفة من خالطهم.
بداية هذه الإجراءات كان الإعلان عنه في 17 من شهر أذار/مارس الحالي، كما يوضح الباحث في العلوم الاجتماعية وفلسفتها خالد عودة الله، حيث يراقب "الشاباك" المصابين بالوباء ومن يحتمل أن يكون خالطهم، "من أجل التحكم بانتشار المرض".
وأضاف عودة الله "لقُدس الإخبارية"، أن "المراقبة ستكون عبر التنصت على اتصالات المصابين، واستخدام تطبيقات للوصول لهواتفهم، من أجل تحديد الأشخاص المخالطين للمرضى، ومتابعة مخترقي الحجر الصحي المنزلي".
"هذه التقنيات التي يستخدمها الشاباك حالياً، كان قد طورها خلال مراقبته للمجتمع الفلسطيني"، يقول عودة الله.
وأشار إلى أن "الدول الاستعمارية كانت دائماً تطور وسائل لمراقبة المجتمعات التي تستعمرها، ولاحقاً تطبقها في مجتمعاتها، مثل الكشف عن البصمة التي عمل بها الاحتلال الإنجليزي في الهند، ثم نقلها لبلاده".
وأوضح أن "قانون دولة الاحتلال الذي يسمح باستخدام هذه التقنيات، في حالة الطوارئ، يفرض بقاء المعلومات مع الشاباك لمدة 30 يوماً، ولدى وزارة الصحة ل60 يوماً لتستخدمها في أبحاثها، ثم يتم اتلافها".
كما أن المحتوى الذي يجب أن يتم استخدامها، لا يتعلق بمعلومات شخصية حول الشخص المتابع، بل تنحصر في إطار من تواصل معهم وليس بمضمون المكالمات.
"لكن الشاباك لا يلتزم بهذه الضوابط، كحال كل أجهزة المخابرات في العالم، التي تخترق القانون بشكل دائم، لتحقيق أهدافها"، يبين عودة الله.
ويضيف: "الخطير في هذه الإجراءات بالنسبة للمجتمع الفلسطيني، في الداخل والقدس، هو اتاحة معلومات للشاباك قد يقع عليها بالصدفة، خلال مراقبته لاتصالات أشخاص لم يكن قد تابعهم سابقاً، ويتم استخدامها دون الإعلان عن ذلك بطبيعة الحال".
وتشمل وسائل التواصل التي يمكن لمخابرات الاحتلال، مراقبتها خلال متابعة مصابي "الكورونا"، "الفيسبوك"، والبريد الالكتروني، وغيرها.
وحول الأثر العالمي الذي قد تجنيه دولة الاحتلال من الإعلان عن هذه التطبيقات، قال عودة الله: "إسرائيل ليست هي الدولة الأولى التي استخدمت هذه التقنيات، في متابعة انتشار الوباء، بل سبقتها كوريا الجنوبية، لكنها ستستخدمها في الدعاية لنفسها بصفتها كما تردد دائما، صاحبة الريادة في التطبيقات الالكترونية والرقابة وغيرها".
"بالإضافة لذلك فقد يشكل الوباء فرصة لفتح تعاون دولي مع إسرائيل، في مكافحة كورونا، شبيهة بما يسمونه الحرب على الأرهاب"، يضيف عودة الله.
ويشير إلى أن "الصهاينة في سياق دعايتهم لأنفسهم، أعلنوا قبل أيام أن جهاز الموساد نجح في تهريب 100 ألف شريط فحص لفيروس كورونا، رغم أنه تبين لاحقاً أن الإمارات هي من أعطتها لهم، ولم يكن الحدث بحجم التهويل الذي حاول الاحتلال خلقه حوله".
وقال: "المجتمعات تعيش منذ شهور في حالة صدمة وخوف، من انتشار الفيروس، وهذه فرصة ذهبية أمام الدول وأجهزة المخابرات، كي تستغل الظرف لتمرير سياساتها، في ظل الاستعداد الفطري لدى الناس للاستغناء عن حقوقهم مقابل الحفاظ على حياتهم".
وحول المطلوب من المجتمع الفلسطيني لمواجهة الفيروس، أوضح عودة الله أن "ثقافة الاحتراس من الأوبئة كانت موجودة بشكل دائم لدى مجتمعنا، من خلال العزل والابتعاد عن المرضى ومكان الوباء، لكن يجب العمل على بناء منظمات شعبية توفر للناس الخطاب والمعلومة والخدمات، التي تحميهم من استغلال الاستعمار والسلطات".