روما – قدس الإخبارية: مع استمرار تفاقم وتفشي فيروس كورونا الجديد والوباء الناجم عنه "كوفيد-19"، يتبادر إلى الذهن السؤال المحير حول عدد الوفيات في بعض الدول أقل منها في دول أخرى، خصوصا في المناطق التي باتت بؤرا للمرض، مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا على وجه التحديد.
فعلى الرغم من أنه من المعروف أن الاختبارات والفحوص تقلل بشكل فعال من خطر انتقال العدوى، إلا أن العديد من الخبراء بدأوا أيضا في ربط مستوى انتشار الاختبارات بالإحصاءات الأكثر إثارة للقلق وهي النجاة من الفيروس القاتل، الذي فتك بأكثر من 7 آلاف شخص، وأصاب ما يزيد على 187 ألفا حتى الآن.
ويبدو أن هناك صلة مباشرة بين اتساع نطاق الاختبارات على الناس وانخفاض عدد الوفيات من الوباء، وهو ما تظهره الإحصائيات في كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا، بحسب ما أشار موقع شبكة "سي إن إن".
ويبدو أن منظمة الصحة العالمية اتخذت من هذه الإحصائيات مصدرا لها في التعميم والتحذير الذي أطلقه مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، في مؤتمره الصحفي مساء الاثنين حين دعا إلى تكثيف إجراء الفحوصات والاختبارات قائلا: "الاختبار ثم الاختبار ثم الاختبار".
كان معدل الاختبارات والفحوصات بشأن فيروس كورونا الجديد في كوريا الجنوبية مرتفعا جدا، حيث سجلت 3692 اختبارا لكل مليون شخص حتى 8 مارس، وكان معدل الوفيات بين المصابين به منخفضا جدا حيث بلغ عدد حالات الوفاة 81 حالة، أي بمعدل وفيات وصل إلى 0.97 في المئة، حسب آخر إحصاء (الاثنين 16 مارس).
على النقيض من ذلك، تختبر إيطاليا حوالي 826 شخصا لكل مليون، ومعدل الوفيات بين الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالعدوى أعلى بنحو 10 مرات، مع وفاة أكثر من 2000 شخص بسبب الفيروس، فيما وصل عدد الإصابات إلى حوالي 28 ألف إصابة.
ومن هنا يبدو واضحا أن المزيد من الاختبارات تنقذ الأرواح من خلال منع العدوى، وليس من خلال اكتشاف مريض هنا أو هناك بصورة فردية بعدما يكون قد أصيب بالمرض بالفعل.
بالإضافة على ذلك، لقد كتب الكثير بالفعل عن كيفية اختلاف التركيبة السكانية لإيطاليا عن معظم أنحاء العالم، إذ وفقا لتقرير للأمم المتحدة في عام 2015، كان 28.6 في المئة من السكان الإيطاليين يبلغون من العمر 60 عاما أو أكثر (الثانية في العالم بعد اليابان بنسبة 33 في المئة).
وإذا ما قورن هذا بكوريا الجنوبية حيث أن 18.5 في المئة من السكان يبلغون 60 عاما على الأقل، وتحتل بهذه النسبة المركز 53 عالميا.
ويظهر تأثير هذا التفاوت بسرعة في تحليل الوفيات الناجمة عن فيروسات كورونا في كل مقاطعة بإيطاليا، حيث أن ما نسبته 90 في المئة من أكثر من 1000 حالة وفاة سجلت بين أولئك الذين يبلغون من العمر 70 عاما أو أكبر.
على النقيض من ذلك، حدث تفشي المرض في كوريا الجنوبية بين الشباب، وهناك، تم تشخيص 20 في المئة فقط من الحالات عند من يبلغون 60 سنة وما فوق، وكانت أكبر فئة عمرية تضررا هي لأولئك في العشرينات من عمرهم، والذين يمثلون حوالي 30 في المئة من جميع الحالات.
ويدخل عامل التدخين في المسألة، فهو عامل آخر مرتبط بوضوح بالنجاة من المرض.
وعلى الرغم من أن معدلات التدخين هي نفسها تقريبا بين البلدين، 24 في المئة للإيطاليين و27 في المئة للكوريين الجنوبيين، فإن الفروق بين الجنسين بين المدخنين تختلف اختلافا كبيرا، إذ إن 28 في المئة من المدخنين في إيطاليا هم من الرجال مقابل 20 في المئة من النساء، بينما في كوريا، حوالي 50 في المئة من الرجال وأقل من 5 في المئة من النساء.