الدوحة، رام الله – خاص الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران إن حركة فتح تماطل في إرسال وفدها لغزة بالرغم من عدم وجود أية اشتراطات من قبل حماس بشأن هذه الزيارة.
وأضاف بدران في حوار خاص لـ "شبكة قدس": "السلطة الفلسطينية وتحديداً أبو مازن والمقربون منه كانوا يتوقعون منا موقفاً مغايراً بشأن ملف الانتخابات ويبدو أن ردنا الإيجابي كان مفاجئًا لهم"، مشيراً إلى أن حركته بذلت كل ما تستطيع من جهد لتذليل العقبات.
وأشار عضو المكتب السياسي للحركة إلى أن انتخابات الحركة الداخلية لا يمكن التأثير عليها من أي طرف من الأطراف، مردفاً: "هناك لائحة داخلية تحكم الجميع ومجالس شورية تقوم بانتخاب رئيس الحركة وأعضاء المكتب السياسي".
ونفى بدران وجود مقترح للجلوس مع الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ مباشر للتفاوض بشأن ملف التفاهمات والتهدئة في غزة، متابعاً: "موقفنا واضح وهو رفض أي لقاء مباشر مع الاحتلال وما تم في صفقة التبادل وملف التفاهمات هو عقد لقاءات عبر وساطات مصرية بطريقة غير مباشرة مع الاحتلال".
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
1- ماذا تهدف حركة حماس من الجولة الخارجية الحالية لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية؟
هذه الزيارات امتداد لما كانت تقوم به الحركة خلال السنوات الماضية في علاقتها مع الدول المختلفة، غير أن وجود رئيس الحركة على رأس هذه الوفود يعطيها مزيدا من الزخم وإمكانية حدوث تطورات في العلاقات.
رئيس الحركة يقوم بمهامه المنوطة به حيثما تواجد ووجوده في غزة لا شك بأنه إيجابي، لكن أن يكون على رأس الوفود يعطيها إمكانيات أوسع للانفتاح على هذه الدول.
2- هل ستكون هناك المزيد من الزيارات لدول أخرى بعد زيارة موسكو؟
نحن لا نتحدث عن جولة، فرئيس الحركة يمارس دوره في الخارج حالياً وسوف تستمر هذه الزيارات واللقاءات حسبما يتم التوافق مع الدول، وهناك ترتيب منذ خروجه لأوسع زيارات ممكنة في المنطقة وغيرها ونحن نتحرك على هذا الأساس وسنطرق كل الأبواب لنقل معاناة شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج.
3- هل بالفعل توترت العلاقة بينكم وبين مصر في أعقاب الجولة الأخيرة لرئيس الحركة هنية؟
لا يوجد أي توتر بيننا وبين الأخوة في مصر، العلاقة ثابتة وراسخة منذ بدايتها قبل سنوات، وهناك العديد من القضايا المشتركة والزيارات والاتصالات التي لم تتوقف في هذه المرحلة، ونحن نتحدث فيما يخص الحصار وغزة وملف المصالحة ولا صحة لكل الأحاديث المتكررة عن توتر في العلاقة.
بعض الجهات التي تؤذيها هذه العلاقة تشيع بين فينة وأخرى مثل هذه الأخبار.
-4 هل سيستقر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية خارج القطاع؟
لا يوجد حديث عن استقراره في الخارج، فالأخ هنية أدى دوره خلال السنوات الماضية عبر وجوده في أرض الوطن، وهو يمارس هذا الدور الآن مع وجوده في الخارج، والأمر غير مرتبط بالزيارات، فهناك لقاءات تعقد بقيادات فلسطينية في الخارج وشعبنا الفلسطيني وحينما يكتمل هذا الدور سيكون تحديد توقيت العودة.
5 هل بالفعل عرض عليكم أخيراً الجلوس مع وفد إسرائيلي من أجل بحث ملف التفاهمات والتهدئة؟
موقفنا في حماس ثابت وقديم ومعلن وهو رفض عقد أية لقاءات مع الاحتلال الإسرائيلي، وحتى محادثات صفقة التبادل والتفاهمات تمت بطريقة غير مباشرة من خلال الوسطاء، ولم يعرض علينا من قبل أي طرف وجوابنا واضح هو الرفض الكامل.
6. لماذا لم يصل وفد منظمة التحرير إلى غزة وهل وضعتم أية شروط؟
منذ مبادرة رئيس الحركة إسماعيل هنية واتصاله بالرئيس محمود عباس، أعلنا ترحيبنا بالوفد ومرت عدة أيام ولم يتواصل معنا أي شخص من طرفهم، لكننا بادرنا نحن بالاتصال وأبدينا موافقة غير مشروطة، ومرت مدة أخرى وقمنا باتصالات أخرى لمعرفة جدول أعمال الوفد ومتى يصل إلى غزة.
شخصياً أجريت سلسلة اتصالات مع عدة قيادات بفتح كان من ضمنهم عزام الأحمد وأكدنا على زيارة الوفد والأمر فقط ينتظر الترتيبات من طرفهم، وتدخلت بعض قيادات الفصائل وتحدثت إلينا ونقلنا إليها جاهزيتنا لكنهم عادوا بدون جواب من فتح، ونحن أعلنا موقفنا سواء في الاعلام أو المسؤولين في غزة أو بشكل مباشر بالاتصالات أو من خلال بعض قيادات الفصائل.
نحن جاهزون لاستقبال الوفد من رام الله في غزة في أي وقت. هذا كان موقفنا منذ البداية وحتى الآن.
7- هل بالفعل طلب منكم أن يكون لقاء مقتصراً عليكم وحركة فتح؟
للأسف التعطيل ربما كان له أكثر من سبب وهذه إحدى القضايا التي كانت تصر عليها فتح بأن يكون اللقاء ثنائياً فقط، ونحن أخبرنا بموافقتنا على فكرة اللقاء الثنائي، على ألا يكون جدول أعمال الوفد مقتصرا على هذا اللقاء، فهناك حاجة لأن تكون هناك مشاركة لجميع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة تمثل النخبة السياسية فمن حق الجميع المشاركة في أية لقاءات ضد صفقة القرن.
8- هناك حالة من عدم الرضى على أداء الميداني لمواجهة الصفقة كيف تعلق على ذلك؟
هذا صحيح وهو أمر مؤسف للغاية، والسبب الرئيسي عدم حدوث أي اجتماع للفصائل والقيادات الفلسطينية المقررة التي يمكن أن تأخذ على عاتقها إيجاد برنامج عمل سواء في الضفة التي هي أهم مكان للعمل أو في القطاع أو في الأراضي المحتلة عام 1948 أو الخارج.
9- ملف الانتخابات ظهر فجأة على الساحة ثم اختفى فجأة. كيف تفسر ما جرى؟
للأسف هناك غياب للمؤسسات الفلسطينية الرسمية عن ممارسة دورها بشكلٍ كامل والعديد من القرارات المصيرية تصدر بصورة فردية، ثم بعد ذلك نجد قراراً مضاداً أو ناقضاً لها دون رجوع لأي من مؤسسات الشعب الفلسطيني.
موضوع الانتخابات عندما طرح أبدينا استعداداً غير مشروط وذللنا كل العقبات وأبلغنا كل الأطراف الفلسطينية ولجنة الانتخابات والكثير من الدول التي اتصلنا بها أو زرناها أبلغناها بموقفنا غير المشروط من إجراء الانتخابات.
أما بالنسبة لحديث البعض أن التوقف مرده هو إعلان صفقة القرن فالحقيقة أن المسار الخاص بالانتخابات توقف قبل هذا الإعلان بفترة.
10-استناداً لما سبق.. هل تعتقد أن الرئيس عباس توقع موقفاً رافضاً من حماس لإجراء الانتخابات؟
هناك الكثير من الإشارات والمعلومات التي تقول إن الأطراف القيادية في السلطة الفلسطينية بما فيها أبو مازن ومن حوله كانوا يظنون بأن حماس سوف ترفض وبالتالي يتم تحميلها المسؤولية، ونجري انتخابات في الضفة أو يتم الترويج لتعطيل حماس للانتخابات، وربما موقفنا فاجأ الجميع.
11- لماذا يثار الكثير من اللغط بشأن زيارتكم وجولاتكم الخارجية حيث تتهمون بأنكم تحاولون انتزاع شرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية؟
هذا اللغط لا معنى له ونحن في حماس لنا تأثير ووجود ميداني سياسي وعسكري داخلياً، وفي الخارج لها قوة كبيرة وعلاقات قوية وقديمة مع الكثير مع الدول، وهذه الزيارات تقوم بها الحركة منذ أكثر من 20 عاماً وهي استمرار للانفتاح على جميع الدول في المنطقة وخارجها، وليس لدينا مصالح حزبية بل نتحرك من أجل مصلحة شعبنا الفلسطيني.
12- علاقتكم بالسعودية شهدت توتراً واضحاً خلال الآونة الأخيرة.. لماذا حدث ذلك؟
علاقتنا كانت إيجابية ومعقولة وجيدة ومن طرفنا لم نحدث شيئاً يجعل العلاقة تتغير، التغير جاء من الطرف الآخر ونحن لا نرى أي مبرر لهذا التغيير في السياسة السعودية واعتقال الفلسطينيين المقيمين والبدء بمحاكمتهم وهذا أمر غير مقبول وغير مفهوم. فالعمل الفلسطيني شرف وليس تهمة يحاكم عليها الناس.
نحن لا زلنا حريصين على وجود علاقات ونتحرك في هذا الإطار ويجب أن يكون هناك تجاوب من الطرف الآخر.
13- هل هناك تحركات قمتم بها من خلال وسطاء أو أطراف للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية؟
نحن قمنا بالتحرك عبر عدة مسارات ودول خلال الفترة الماضية وما زلنا من أجل الإفراج عنهم وحتى الآن لا يوجد بوادر إيجابية، وهناك ما يزيد عن أكثر من 60 فلسطينياً من بينهم داعمون للشعب الفلسطيني من ضمنهم ممثل الحركة السابق في السعودية وهو طبيب تجاوز الثمانين عاما والحديث عن فلسطينيين مقيمين في المملكة منذ سنوات طويلة ولم يرتكبوا أي جريمة أو مخالفة للقوانين والأنظمة المعمول بها هناك.
14 ملف التفاهمات يشهد تلاعباً إسرائيلياً واضحاً كيف تتابعون ما يجري في هذا الملف؟
تلاعب الاحتلال ليس جديدًا، أما بعض التفاهمات والتسهيلات المقدمة لغزة لم تأت بمنة أو بكرم من قبل الاحتلال وجاءت نتيجة الضغط الحقيقي الفعال الخاص بمسيرات العودة والمقاومة.
المقاومة تتعامل مع هذا النوع من المماطلة بحكمة وبحزم وذكاء وضغط هنا وتحرك هناك، وإلى الآن لم يتم تحقيق كل ما يريده الناس بغزة، والمقاومة تتابع المجريات التي تحدث في مختلف القضايا وتبني تحركاتها وفقًا لتحقيق مصلحة شعبنا أولًا وحمايته من أي اعتداء خارجي ثانيًا.
15 كيف تابعتم حدة التصريحات الإسرائيلية الصادرة عن قادة الأحزاب قبيل الانتخابات وكيف تتعاملون معها؟
من الواضح أن التصريحات انخفضت بشكلٍ ملحوظ بعد إجراء الانتخابات، والمقاومة تتعامل بطريقة مناسبة عبر إجراءات مختلفة لضمان عدم مباغتة الاحتلال، والاحتلال صاحب البدايات دوماً في العدوان على غزة والمقاومة بدورها جاهزة للحفاظ على شعبنا.
16- في الآونة الأخيرة كان هناك حديث واضح عن إمكانية عودة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لقيادة الحركة في الدورة المقبلة بعد إجراء الانتخابات.. هل من إيضاح للأمر؟
الاهتمام الكبير على المستوى الوطني والدولي بانتخابات حماس يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الحركة، بما في ذلك اختيار قياداتها الداخلية.
الجانب الآخر أن الانتخابات تتم وفقاً للوائح معروفة داخل الحركة تجري كل 4 سنوات وتضبط العملية الانتخابية، وليس مسموحاً لأحد بأن يتدخل في الانتخابات وأن يحاول التأثير عليها ولدينا مجالسنا الشورية صاحبة الحق الحصري في اختيار رئيس الحركة وأعضاء المكتب السياسي ومن المبكر الحديث عن هذا الأمر.
17 ما هي رؤيتكم لنتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟
نتائج الانتخابات الحالية لم تختلف كثيراً عن النتائج السابقة ونحن نتحدث عن المتطرفين والأكثر تطرفاً ولم يعد هناك من كان يزعم البعض وجوده سواء من يسار أو وسط، والجمهور لدى الاحتلال واضح بين اليمين واليمين الأكثر تطرفاً.
ونحن نرى أن الاحتلال يعيش انسدادا في الحالة السياسية ربما مرتبطة بالواقع الداخلي، إلا أن ثمة عوامل أخرى منها المقاومة الفلسطينية وثباتها خصوصاً في غزة والتي كانت جزءاً من عوامل الضعف الحاصلة في ساحة الاحتلال وغياب شخصيات ورموز من ساحة الاحتلال السياسية.
18- ملف الحريات.. العديد من الانتهاكات التي تتم بحق الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة المحتلة كيف ترد على ذلك؟
نحن من حيث المبدأ مع كفالة الحريات للجميع، والذي يجري في الضفة مختلف تماماً عن غزة وليس من العدل المقارنة والمساواة بين الوضع في غزة والضفة.
الاعتقالات التي تجري في الضفة سببها الأساسي واضح وهو مقاومة الاحتلال سواء عمليًا أو بالتحريض أو بالتنظيم أو التنظير لها، وأحياناً على خلفية انتقاد السلطة، أما في غزة فلا توجد حالة اعتقال واحدة على خلفية ممارسة المقاومة، الأجهزة الأمنية بغزة الموجودة هي أجهزة مقاومة ولا يمكن مقارنتها بأجهزة تعتقل على خلفية العمل المقاوم.
ما يجري في الضفة المحتلة أن أعداد المعتقلين بعد إعلان صفقة القرن زادت بشكل ملحوظ، حتى طال الأمر اعتقال القيادي في فتح حسام خضر واعتقالات أخرى.
19 كيف تتابعون عمليات الاعتقالات المتواصلة بحق القيادات الفلسطينية المحسوبة على فصائل المقاومة؟
هذه سياسة دائمة لدى الاحتلال يطلق عليها سياسة "جز العشب" بمعنى كلما لاحظ بدايات تحركات للقيادات الفلسطينية الوطنية يبادر بخطوة استباقية باعتقالهم، ونحن هنا نقصد جميع الفصائل الفلسطينية غير أنها أعلى في صفوف حركة حماس، وحدث مؤخراً لقيادات الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحتى بعض قيادات فتح التي يمكن أن تمارس دوراً مختلفاً عن السلطة الفلسطينية.
20 – ما هي تحركاتكم بخصوص فايروس كورونا؟
نحن نتابع باهتمام كبير تطورات فيروس كورونا، وحريصون جدا على أن يكون شعبنا بصحة وعافية في كافة أماكن تواجده. وفي قطاع غزة حيث التأثير الأكبر لنا فإن سياساتنا واضحة وهي العمل بكل ما يلزم خدمةً لأهلنا وشعبنا.
ومصلحة شعبنا دوما هي المقدمة على كل القضايا الأخرى ونحن نتمنى السلامة والأمان لكافة أبناء شعبنا حيثما تواجدوا.