نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها الإلكتروني تقريرا حول شبكة الأنفاق في قطاع غزة، بعنوان "يحفرون في غزة... شبكة أنفاق الإرهاب تتشعب".
وقالت الصحيفة "إن الحياة في قطاع غزة تجري تحت الأرض كما فوقها، فظاهرة أنفاق رفح معروفة، ومعروف أن هناك في داخل قطاع غزة خطوط أنفاق لأهداف عسكرية تؤدي إلى مواقع مختلفة".
وتابعت الصحيفة أنه يوجد عدة أهداف للأنفاق: "مكان سري للناشطين وتخزين وسائل قتالية ومنتجات أساسية للإمداد بهدف المكوث طويلا فيها عند الطوارئ؛ للتمويه والخداع خلال القتال، إضافة إلى أنفاق معدة لاحتمال اجتياح بري إسرائيلي".
وأضافت الصحيفة أنه "في السنوات الأخيرة جرى تحويل بعض الأنفاق لاستخدامها كمواقع إطلاق تحت الأرض وتم نصب منصات إطلاق فيها"، مشيرة إلى أن هذا الاستخدام بدأ في أعقاب العدوان على قطاع غزة، أو ما أطلق عليها "حملة الرصاص المصبوب"، منوهة إلى أن تقديرات كبار المسؤولين في الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة كانت تشير إلى أن منصات إطلاق الصواريخ تشكل أهدافا سهلة لقوات الاحتلال بسبب التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
وتدعي الصحيفة في هذا السياق أنه في البداية جربت فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ من مناطق مأهولة، ومن مدارس وحتى من مقابر، إلا أن استهدافها تطلب البحث عن حل آخر. وبالتالي فإن الأنفاق شكلت مخابئ سرية ومأوى للناشطين العسكريين، وكانت أنجع لإطلاق الصواريخ، وخاصة خلال عملية "عامود السحاب".
وادعت الصحيفة أن شبكة الأنفاق التي تستخدم للإطلاق منتشرة في كل قطاع غزة، مضيفة أنه تم الحفاظ على مسافات كبيرة بين الأنفاق بهدف الحفاظ على القدرة على إطلاق صواريخ أخرى بعد وقوع هجمات من الاحتلال.
وتابعت الصحيفة بالقول "إن طريقة إطلاق النار هذه أثبتت نفسها خلال عملية "عمود السحاب" الأخيرة على القطاع، ولم يحدث وأن قتل أي ناشط خلال مكوثه في "خندق الإطلاق"، كما كتبت في هذا السياق أن "المسؤول عن إطلاق النار هو الشخص الذي حفر النفق، وهو يعمل بموجب قرارات قادته".
وأوضحت الصحيفة أن "مشروع الأنفاق هو مشروع منظم، ومحسوب ولا يتيح مجالا للقرصنة، فهو منسق بين كافة الأذرع العسكرية للفصائل، بما في ذلك تسجيل كل الأنفاق في القطاع، ومسارات الأنفاق، وطرق الدخول إليها والهدف الذي حفرت لأجله".
وتتابع الصحيفة أن الأنفاق مقسمة إلى أربع مناطق (شمال القطاع ومدينة غزة ومركز القطاع وجنوبه). وقال "هناك مسؤول واحد على كل منطقة ينسق مع نظرائه خلال الاجتياح البري لتحديد حدود كل منطقة، ويقف شخص واحد عند مدخل كل نفق للحفاظ على السرية، ويكون اسمه سريا، وكذلك مسار النفق، وفقط الحفارون والمسؤول عن المنطقة يعرفون التفاصيل".
وتضيف الصحيفة أنه "يسمح لكل جناح عسكري بحفر نفق، ولكن فقط بعد التنسيق مع المسؤول في المنطقة، ويستغرق معدل الحفر نحو 4 شهور، ويتم الحفر غالبا بشكل يدوي وفي ساعات الليل استنادا إلى حسابات دقيقة"، كما لفتت الصحيفة إلى أن كافة الفصائل حددت كافة مساحة قطاع غزة كمناطق مناسبة ويسمح الحفر فيها لأهداف عسكرية، وعندما يتم حفر نفق قرب الحدود يتم إبلاغ صاحب الأرض وبموجب تنسيق أمني، بحيث يتم إبلاغ صاحب الأرض بأنه يملك ما عليها وليس ما تحتها حيث يعتبر تحت مسؤولية الجناح العسكري".
وتنهي الصحيفة التقرير بأن كل ذلك يتم بسرية تامة، وأن بعض أصحاب الأراضي يعرفون أن هناك نفقا تحت أراضيهم، ولكنهم لا يعرفون مساره.