القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: “انتهت الحصّة، وذهبنا للاستراحة في باحة المدرسة، فجأة، شعرت بضربة شديدة في يدي” يقول الطفل محمد.
محمد عوني محمود (16 عامًا) روى لـ”قدس الإخبارية” كيف استهدف الاحتلال مدرسته “العيساوية الثانوية للبنين”، صباح اليوم الثلاثاء، وكيف أصابته رصاصة مطاطية من قبل جنود الاحتلال.
يقول محمد: “كنا نريد أن نشتري فطورنا، فجأة شاهدنا عبر فتحات بوابة المدرسة المُغلقة “جيمس” تابع لشرطة الاحتلال، نزل منها الجنود وشرعوا بإطلاق الرصاص المطاطي بشكل مكثّف”.
ويُضيف أن جنديًا أطلق رصاصة مطاطية داخل المدرسة، أدّت لإصابته بيده، حيث تم نقله إلى داخل المبنى للاطمئنان عليه، وقال: “ما حسّيت إنها رصاصة، انتفخت ايدي وصار لونها أزرق”.
تواصلت المدرسة مع عائلة محمد، ثم تم نقله إلى مركز طبي في قرية العيساوية، ليتم تحويله لاستكمال الفحوصات في مشفى “هداسا” في القدس.
تقول والدة محمد لـ”قدس” إن مدير المدرسة أبلغها بأنه كان بجانب نجلها حينما أصابته الرصاصة، مشيرة إلى أنها تسبّبت له بانتفاخٍ في يده وأصابعه، حيث سيعود لإجراء فحوصات أخرى بعد أسبوع.
يؤكد محمد أن قوات الاحتلال تستهدف المدارس في العيساوية بشكل كبير، مستذكراً حادثةً حصلت مؤخراً في المدرسة، وكيف اعتدى جنود الاحتلال على الحارس والمدير كما اعتقلوا أحد الطلاب عقب الاعتداء عليه أيضًا.
ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، فالاحتلال مستمرّ في اعتداءاته بحق سكان بلدات وقرى مدينة القدس، محاولاً “فرض سيطرته” كما يقول مختار العيساوية درويش درويش.
ويؤكد درويش لـ”قدس” أنه منذ سنوات والاحتلال يستهدف شبان وأطفال العيساوية، لافتًا إلى أن السنة الماضية كانت الأصعب والأشد، شملت استدعاءات واعتقالات وإصابات بالرصاص والاختناق وعقوبات جماعية.
ويُضيف أن الاحتلال يتعامل مع سياسة “اضرب واحد بتعلّم عشرة”، في محاولة لردع الشبان عن التصدّي والاقتحامات المستفزّة.
ويُشير إلى أن الاحتلال “يُحاول فرض السيادة على العيساوية بعنجهية وعناد”، ويسعى لـ”تكسير رؤوس أهالي القرية”.
ويبين أن وعودات سابقة خرقتها بلدية وشرطة الاحتلال في عدم اقتحام القرية بشكل كامل، وخاصة في الوقت الذي يخرج فيه الطلاب من بيوتهم لمدارسهم والعكس.
وسبق أن نظّمت لجنة أولياء أمور الطلبة في العيساوية اعتصامات ووقفات احتجاجية عديدة بسبب استمرار الاحتلال في استهداف الطلاب والمدارس، وإغراق باحاتها بالقنابل الغازية السّامة، ناهيك عن إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مطالبة (اللجنة) بتوفير بيئة تعليمية آمنة لأبنائهم.