رام الله - خاص قُدس الإخبارية: صعبةٌ وثقيلة الأيام الأخيرة لعائلة الأسير وليد حناتشة، وهي تنتظر تنفيذ الاحتلال لقراره بهدم منزلها، في حي الطيرة بمدينة رام الله.
"المنزل ليس مجرد حجارة وأثاث، فيه ذكرياتنا الجميلة ولحظاتنا مع وليد"، تقول العائلة وهي تجمع أغراضها من المنزل قبل هدمه.
يتهم الاحتلال الأسير وليد حناتشة، بالمشاركة والتخطيط لعملية العبوة، في "عين بوبين" غرب رام الله، في شهر سبتمبر بالعام 2019، التي نفذتها خلية من الجبهة الشعبية، وأدت لمقتل مستوطنة.
"تعذيب وحشي وقاسً تعرض له والدي في مركز تحقيق المسكوبية"، تقول ميس ابنة الأسير وليد "لقُدس الإخبارية".
وتضيف: "مخابرات الاحتلال منعت محامي والدي، من زيارتها، لمدة 45 يوماً، ولم نعلم بتفاصيل التعذيب الذي تعرض له إلا بعد ذلك".
"والدي فقد قدرته على المشي لفترة، جراء الشبح والضرب، واستعمل الكرسي المتحرك، بالإضافة لمعاناته من أوجاع متواصلة في الصدر والظهر"، تبين ميس.
وأوضحت أن "محكمة الاحتلال العليا أصدرت قراراً، بإصدار صور لاثار تعذيب والدي، من عيادة مركز تحقيق المسكوبية".
وأكدت ميس أن "عيادة سجن ريمون، ترفض تقديم العلاج اللازم له، حيث يعاني حالياً من مشاكل في العيون والظهر، علماً أنه مصاب بديسكات من قبل وقد ضاعف التحقيق العسكري منها".
اعتقل حناتشة ثلاث مرات سابقاً، وقد أمضى في الأولى 4 سنوات ونصف، وكلها كانت ضمن "الاعتقال الإداري".
"لكن هذه المرة كانت الأصعب بينها، نظراً لطريقة الاعتقال والتعذيب"، تقول ميس.
كما تعرضت ميس للاعتقال أيضاً، خلال فترة التحقيق مع والدها، بهدف الضغط عليه.
"حولني الاحتلال إلى المسكوبية، وأخبروا والدي أنني معتقلة وسيتم محاكمتي على تهم خطيرة، وفقاً لمزاعهم، بهدف الضغط عليه وإجباره على الاعتراف"، تضيف ميس.
وتقول: "شهر أكتوبر كان الأقسى علينا، بعد اعتقال والدي ثم اعتقالي وإصدار قرار بهدم منزلنا".
وكانت محكمة الاحتلال العليا أصدرت قراراً، قبل أيام، بهدم منزل وليد، ورفضت اعتراضات سكان العمارة التي يقع منزل فيها، بأن الهدم سيضر أساسات البناية.
عن اللحظات الأخيرة في المنزل، تقول ميس: "أدخل إلى بيتنا بعد أن أخرجنا منه أغراضنا، وقد أصبح دون روح، وأتجول فيه وأحاول أن أسمع أصواتنا التي كانت تملأه".