شبكة قدس الإخبارية

وليد الخضور .. من تنظيف حروق إلى غيبوبة

وليد الخضور
هيئة التحرير

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: بدأت حكاية وليد حينما ذهب إلى المطعم الذي يعمل به في قرية بدّو شمالي غرب مدينة القدس، مُحاولاً تشغيل إحدى الآلات، لكنه تفاجأ باشتعال النار في وجهه ويديه، تبيّن لاحقًا بأن ذلك ناتج عن تسرّب الغاز.

في الثالث والعشرين من شهر كانون أول/ ديسمبر 2019، تعرّض وليد الخضور لحروق بدرجات متفاوتة في يديه ووجهه، نُقل على إثرها للعلاج في مشفى رام الله حيث تم تقديم الإسعاف الأوّلي له، ونتيجةً لعدم وجود قسم متخصّص في الحروق، حُوّل إلى مشفى رفيديا بمدينة نابلس، بحسب عائلته.

وتُضيف زوجة وليد الخضور “أم يونس” لـ”قدس الإخبارية”: “في رفيديا مكثنا نحو أسبوع، تحسّنت حروق يده اليمنى ووجهه، لكنّ يده اليُسرى -المتضرّرة بحروق متفاوتة من الدرجتين الثانية والثالثة- استدعت عملية تنظيفها (قشط الحروق).

في الحادي والثلاثين من الشهر ذاته، تم تخدير الخضور في الغرفة التي كان يمكث فيها، لا داخل غرفة العمليات، وتم أيضاً تنظيف يده في المكان ذاته، تقول “أم يونس”، وبعد ربع ساعة حاول الأطباء إيقاظه لكن القلب كان متوقّفاً، وتسبّب نقص الأكسجين في تضرر الدّماغ بنسبة 95 بالمائة.

تتساءل زوجة الخضور: “كيف يُمكن تخدير المريض وإجراء عملية له دون وجود أي جهاز مراقبة في الغرفة، وجهاز تخطيط للقلب؟!”.

بعد ست ساعات في مشفى رفيديا، تم تحويله إلى مشفى النجاح، حاول الأطباء السيطرة على التشنّجات التي أصابت وليد، وعقب 12 يومًا في العناية المكثّفة أبلغ الأطباء “أم يونس” بأن هناك "غرف للأكسجين" في المشفى الاستشاري في رام الله قد تُفيد حالة زوجها الصحية.

توضّح “أم يونس” أن وليد خضع لنحو عشرين جلسة علاج بالأكسجين في “الاستشاري”، حيث استجاب له شيئاً فشيئاً، وتمكن الأطباء من إخراجه من وحدة العناية المكثّفة إلى الأقسام، ورفعوا أجهزة التنفس الاصطناعي عنه، وأصبح يتنفّس من فتحة الرقبة.

وتؤكد أن زوجها الآن في غيبوبة كاملة وهو ما زال في المشفى الاستشاري. التقارير الطبية الأخيرة أظهرت أن هناك تسمم بالدم ويجب علاجه.

“أم يونس” حمّلت الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة مسؤولية الإهمال الطبي الذي تعرّض له زوجها وليد، وقالت: “إن الحكومة هي المسؤولة الرئيسية عن تلك المشافي، والوزارة أيضاً هي المسؤولة والمشرفة على المشافي والكوادر الطبية”، مُطالبة بمحاكمة المتسبب في تراجع الوضع الصحي لزوجها.

 وأشارت إلى أن وقفة تضامنية واحتجاجية ستنظمها العائلة يوم غد الإثنين تحت شعار “دمنا مش رخيص” أمام مجلس الوزراء في مدينة رام الله، داعية جميع من يهمه الأمر إلى التضامن مع العائلة والوقوف إلى جانب قضية وليد الخضور.

في اتصال “قدس” مع مدير مشفى رفيديا قاسم دغلس، قال إنه تم تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، حيث انتهت نتائجها منذ مدّة، وفي محاولة لمعرفتها وهل وقع خطأ طبي بالفعل، أشار إلى أن اللجنة لا تُطلعهم على النتائج وأن مدير عام المشافي والناطق باسم وزارة الصحة على علم بذلك.

 لكن خلافاً لذلك، قل الناطق باسم وزارة الصحة، طريف عاشور قال لـ”قدس”: “إن النتائج لم تنته بعد"، مضيفاً أن على العائلة أن تنتظرها، وأن لا تحمّل الوزارة أو المشافي المسؤولية قبل أن تطّلع على ما خَلَصت إليه لجنة التحقيق”.

ولفت إلى أن وزارة الصحة تكفّلت منذ بداية الحدث وحتى اليوم بعلاج وليد بالكامل على الرغم من “الأموال الطائلة جداً” التي تم صرفها عليه، فالوزارة تتعامل معه إنسانيًا، هكذا قال لإذاعة “نساء إف إم”.

وأوضح أن وليد تم تحويله إلى مشفى رفيديا التي تمتلك أفضل وحدة للحروق في فلسطين.