رام الله المحتلة - قدس الإخبارية: يُواصل جيش الاحتلال منذ الأسبوع الماضي، عمليات التنكيل بالفلسطينيين في قرى غربي وشمالي غرب رام الله، من خلال إغلاق مداخلها وإقامة حواجز عسكرية تفتيشية إلى جانب وضع المكعّبات الإسمنتية أو البوابات الحديدية.
بحسب ادّعاءات جيش الاحتلال فإن تلك الإغلاقات تأتي بالتزامن مع عمليات مُقاومة يُنفّذها شبان فلسطينيون سواء عبر رشق الحجارة أو الزجاجات الحارقة أو إطلاق النار.
لكن وفقاً لأهالي تلك القرى، فإن الهدف سياسي أكثر من كونه يتعلّق بـ”الأمن”، كما أن تلك الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين في قرى غربي رام الله تأتي ضمن خطوات تمرير “صفقة القرن”.
يقول رئيس مجلس قرية عابود، حنا خوري لـ”قدس الإخبارية” إن عمليات المقاومة التي يتحدّث عنها الاحتلال “لا تُعطيه الحق في تقييد حرية وتنقّل الفلسطينيين بين القرى، ومنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي”.
ويُضيف: “أن الإغلاقات التي أثّرت بشكل كبير خلال الأيام الماضية على حياة الفلسطينيين، هي ضمن الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال في محاولة لتمرير “صفقة القرن”، وإعطاء المستوطنين حقهم بالمرور بحريّة وأمان”.
وأشار إلى أن الاحتلال يُحاول أن يحدّ من مرور الفلسطينيين من الشارع الالتفافي الذي يُطلق عليه اسم (465) الذي يمر عبره المستوطنون أيضاً، وهو يخدم قرى غربي وشمالي غرب رام الله؛ رنتيس، اللبن، شقبا، عابود، دير أبو مشعل، دير نظام، النبي صالح، دير غسانة، بيت ريما وبعض القرى الأخرى، إلى جانب بعض مناطق شمالي الضفة.
من جهته، أكّد ناجي التميمي على ما ذُكر سابقاً، وقال لـ”قدس الإخبارية”: “إن هناك مخطط قديم بتوسيع المستوطنات الواقعة في هذه المنطقة وربطها مع بعضها من أجل عمل تجمع استيطاني”.
وأضاف أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة الماضية، تمت مصادرة الأراضي الواقعة ما بين قرى إم صفا، جيبيا، النبي صالح وكوبر، وحاول الاحتلال جاهداً إغلاق الشارع بعد عملية الأسير عمر العبد التي قام بها داخل مستوطنة “حلميش” (العملية نفّذت في تموز/ يوليو عام 2017 أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، وتم الحكم على منفّذها العبد بالسجن المؤبد لأربع مرات).
وأكّد أنه عقب المتابعة القانونية، تم إعادة فتح الشارع مع وجود حاجزين عند مدخل النبي صالح ودير نظام (المدخل الجنوبي)، وبالتالي فإن أي فلسطيني عليه أن يخضع للتفتيش والفحص، لافتاً إلى أن الإجراءات في ذلك الوقت كانت تهدف إلى توسيع مستوطنة “حلميش”.
وبيّن أن الاحتلال يستغلّ أي حدث في البلاد أو قد يقوم بعملية وهمية من أجل البدء في عملية تنفيذ مخططاته، والذي عادة ما يكون مخطط له منذ سنوات، وليس وليد اللحظة.
كما لفت إلى القرى التي تم إغلاق بواباتها الموصلة للشارع وذلك خلال الأيام الماضية، تحت حجج “أمنية”، بعضها تم فتحه والبعض الآخر ما زال مُغلقاً؛ شقبا، عابود، دير أبو مشعل، دير نظام، والنبي صالح.
وأوضح أن مصادر عبرية كانت تتحدث عن محاولة الجيش منع الفلسطينيين من دخول الشارع المسمّى بـ”465”، وجعله للمستوطنين فقط، لافتاً إلى أن كل ذلك يقع ضمن “صفقة القرن” وضم بعض مناطق الضفة المحتلة لتصبح تحت سيادة الاحتلال.