غزة – خاص قدس الإخبارية: كسر التصريح الصادر عن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس بشأن مصير الجنود الأسرى في قطاع غزة، حاجز الصمت الذي التزمته المقاومة على مدار سنوات بشأن مصيرهم.
وقال أبو عبيدة في تغريدة نشرها، اليوم الأربعاء، إن جنود جيش الاحتلال الأسرى لدى المقاومة، في قطاع غزة، "قد أصيبوا بشكلٍ مباشرٍ خلال عدوان الاحتلال في العام 2019".
وأضاف: "نعلن عن حقيقة أخفيناها منذ عدوان مايو 2019، على قطاع غزة، حين قصف الاحتلال العمارات المدنية والأمنية وأماكن أخرى، فإن عدداً من أسرى العدو قد أصيبوا بشكلٍ مباشرٍ، ونتحفظ على الكشف عن مصيرهم في هذه المرحلة".
وشكل التصريح الذي جاء بعد شهورٍ طويلة من الصمت بمثابة اعتراف واضح أن الجنود الأسرى كانوا أحياء قبل عملية الاستهداف الإسرائيلي التي وقعت في آيار/ مايو 2019، مع إبقاء مصيرهم الآن مجهولاً بعد الحديث عن إصابتهم بصورةٍ مباشر.
وأجمع محللان لـ "شبكة قدس" أن التصريح الأخير من القسام يهدف إلى كسر جدار الصمت وتحريك ملف الأسرى بغزة والضغط على نتنياهو وإحراجه أمام الرأي العام الإسرائيلي وعوائل الجنود الأسرى بعد الإشارة لكون الجنود أحياء.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب لـ "شبكة قدس" إن التصريح بمثابة رسالة مبطنة بأن المقاومة لديها أسرى أحياء، مما يعني بأن سيناريو العدو بأن الجنود أموات ليس شرطاً أن يكون حقيقياً حسب وصف العدو.
وأضاف أبو شنب: " التصريح كذلك بمثابة رسالة لعوائل الجنود بأن أبناءكم لدى المقاومة في خطر، وأن عامل الوقت ليس في صالحكم، إلى جانب أنه رسالة للجمهور والإعلام الإسرائيلي الغير مهتم بصورة فاعلة بملف الجنود الأسرى لدى المقاومة، عبر إعادة تفعيل قضيتهم، مما قد يشكل ضغطاً على الحكومة".
وأشار إلى أنه رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن المقاومة لن تتحمل مصير الجنود في المستقبل في حال واصل العدو المماطلة في إنجاز صفقة تبادل مع المقاومة، مردفاً: "التأكيد على أن كل خطط التسوية لن تستطيع تجاهل ملف الأسرى وأن المقاومة هي الأمل الوحيد والحقيقي للإفراج عن الأسرى لا عملية التسوية".
ورأى أبو شنب أن التصريح قد يساهم في تحريك ملف الجنود الأسرى بغزة لكن بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في آذار/ مارس، مستعبداً أن يكون هذا الملف حاضراً في المزيدات الانتخابية بين الأحزاب الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
ضغط موجهة
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن ما جرى هي رسالة ضغط من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وحكومته لتحريك ملف الجنود الأسرى إلى جانب كونها رسالة اعتراف ضمنية أن هؤلاء الجنود كانوا أحياء قبل عملية الاستهداف.
وأوضح عفيفة لـ "شبكة قدس" أن القسام أوصل رسالة للعوائل تحذرهم من أن نتنياهو والمسؤولين الأمنيين قد يتجهوا لتفعيل خيار هنبعل بقتل الجنود حالة وصلتهم أي معلومات عنهم للخروج من هذا المأزق الذي وضعوا فيه أنفسهم منذ أكثر من 5 سنوات.
وبين أن ما جرى يعكس جانبين أولهما هو الفشل الاستخباري الإسرائيلي في الوصول إلى معلومات عن وجود الجنود في أي من هذه المباني نتيجة القصف العنيف، والثاني هو إمكانية حدوث خطئ من المقاومة في إبقائهم في مكان مفتوح دون تأمين كافٍ لهم.
ورأى عفيفة أن المقاومة نجحت عبر رسالتها في إعادة مصير الجنود إلى المجهول عبر رفض الإفصاح عن مصيرهم بعيد القصف الإسرائيلي الذي أدى لإصابتهم واستغلال ذلك من أجل أن تقوم العائلات بالضغط على المنظومة الأمنية الإسرائيلية.