القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية : استيقظ مهند على وقع أقدامهم وصراخهم وآلياتهم الثقيلة التي طوقت المكان ثم هدمت كل حلم كان سيعيشه مع شريكة حياته الصيف القادم، كان قد تركه بين زوايا المنزل.
قبل نحو عام شيدت عائلة شوامرة هذا المنزل ليستقر ابنها مهند (26 عاما) فيه، بعد أن يتم زفافه في شهر تموز/ يوليو القادم، حيث كان يهتم في كل حجر فيه، كما أنه يبيت داخله ولا يتركه.
صباح اليوم الثلاثاء، اقتحمت طواقم من بلدية الاحتلال برفقة عناصر الشرطة والقوات الخاصة حي الأشقرية ببلدة بيت حنينا شمالي القدس، وشرعت آلياتها بهدم المنزل دون تفريغ محتوياته.
تقول "أم مهند" شوامرة لقدس الإخبارية: "لا أعلم ما الذي يريدونه منا، لا يريدوننا أن نعيش هنا، هدمنا منزلنا القديم الذي عشنا فيه أكثر من عشرين عاما، ورضينا بذلك مجبرين، كي لا يعيش فيه أحد المستوطنين اليهود".
وتضيف: "حتى هذا المنزل الصغير لا يريدون لابني أن يعيش فيه، هدموه دون سابق إنذار، رغم أنه جهزه وسيسكن فيه في الصيف".
عائلتا شوامرة وأبو رميلة كانتا قد هدمتا شققهما السكنية (4 شقق) عام 2018 ذاتيا، بعدما ادعى مستوطن ملكيته للأرض، وحكمت له المحكمة "العليا" التابعة للاحتلال بذلك.
ولم تقبل العائلتان بأن يسكن مستوطنون في شققهما، فقامتا بعملية الهدم رغم أن الأمر مؤلم، لكنه ليس أكثر إيلاما من أن يحتل يهودي أرضك وبيتك.
ذاك المستوطن الذي وضع القضية في أروقة المحاكم قال "لأم مهند" سابقا: "سأعطيك ثلاثة ملايين شيقل مقابل إخلاء المنزل" وهذا ما لم تقبله أبدا.
بعد فترة من عملية الهدم الذاتي، جاءها المستوطن مرة ثانية وهددها قائلا: "متل ما انتي هدمتي البيت، أي شيء رح تبنيه رح ينهدم"، بحسب ما قالت "أم مهند"، وأكدت "لقدس" أن هدف هذا المستوطن كان "أن يسكن في البيت القديم الذي فضلت أن أهدمه بيدي".
وتلفت إلى أنها عاشت بجانب الشقق المهدومة بعدما نصبوا خياما تؤويهم لعدة شهور، ثم بدأوا ببناء المنزل الذي هدمته آليات الاحتلال صباح اليوم.
لم يكتفوا بهدم المنزل، بل أرادوا أيضا تحطيم "كنتينر" هو عبارة عن مخزن موجود في الأرض منذ أكثر من عشرين عاما، حيث تصدى مهند لطواقم البلدية وتراجعوا عن تخريبه، لكنهم احتجزوا هويته، دون معرفة ما الذي سيحدث بعد ذلك.
وقالت "أم مهند": "احنا ما بدنا مصاري، احنا بدنا أرضنا وبيوتنا".