نشر موقع "والا" الإسرائيلي اليوم الجمعة تفاصيل لقاء الدكتور رامي الحمد لله رئيس الوزراء الفلسطيني مع أحد ضباط جيش الاحتلال في شباط 2012. وُصف الحمدلله في ذلك اللقاء بأنه لطيف ولا يشكل تهديداً. على ضوء ذلك تساءل الصحفي الإسرائيلي، "أمير بوحبوط"، كاتب التقرير: هل سيبقى رئيس الوزراء الجديد حمامة أم سيتحول إلى صقر؟
أما عن تفاصيل اللقاء الذي حضر بعضه الصحفي، فيقول التقرير إن الحمدلله التقى مع اللواء الإسرائيلي "إيتان دنجوت"، منسق الفعاليات العسكرية في الضفة، في منشأة عسكرية في الضفة، وكان برفقته ثلاثة أشخاص، سائقه الذي بقي خارج المبنى، ومساعده الشخصيّ الذي جلس بجانبه، وشخص ثالث "أعور" جلس خلفه، تبين فيما بعد أن مهمته كانت "التأكد من توافق الحديث مع مواقف حركة فتح"، بحسب التقرير.
ويذكر التقرير إن الحمد لله الذي تحدث في ذلك اللقاء بالإنجليزية بطلاقة بنبرة عربية بارزة بدا إنساناً "متواضعاً لا يحبذ الحديث عن السياسة، ويحب الحديث أكثر عن الطّلاب والتعليم".
دار الحديث بين المجتمعين عن مزاج الشارع الفلسطيني في الضفة وخاصة في نابلس في تلك الفترة. وقال اللواء الإسرائيلي للدكتور الحمد لله :"لم أزر جامعتك حتى الآن، ولكنني سأقوم بكل ما يمكنني للمساعدة". رد عليه الحمدلله: "سيحصل ذلك في أحد الأيام وستزورها..يوماً ما..". وبدأ حينها الجميع بالضحك.
ويذكر التقرير إن اللواء الإسرائيلي حاول من خلال المحادثة مع الحمد لله الاطلاع على مزاج الشارع الفلسطيني ورأيه السياسي في مسارات المصالحة بين حماس وفتح، وماذا يقول الفلسطينيون عن قوة حماس وهل هي في تصاعد أما لا. ويضيف التقرير:"البروفسور الحمد لله لم يجب على كل الأسئلة، تهرب أكثر من مرة وقال للواء :"عليك أن تسأل إذا كان الشعب أصلا مؤيداً للمصالحة".
وبحسب التقرير، فقد أبدى الحمدلله خلال المحادثة فهماً عميقاً ليس في السياسة الفلسطينية فحسب، وإنما في السياسة الإسرائيلية كذلك. تبدى ذلك عندما سأل :"هل سينضم يائير لحزب ما أم سيعمل لوحده كما نشر بمعاريف هذا الصباح؟. اللواء دنجوت اندهش من كفاءته ولكنه لم يرتبكوابتسم قائلاً: أظن الخبر نشر في يديعوت أحرونوت.
وقد قدم رئيس الجامعة تحليلات مثيرة للإعجاب عن انجازات السلطة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، تصب في أغلبها في نفس مسار مواقف حركة فتح. وصف الحمد لله الوضع أنه "هش" في ضوء جهود حركة حماس تغيير وجه السياسة في الضفة الغربية.
ومن ثم انتقل الحديث بين المجتمعين إلى مواضيع الطلاب في الضفة الغربية، وقد طلب الحمدلله من اللواء أن تبدي "إسرائيل" مرونة أكثر حيال رغبة السلطة إنشاء مراكز لتشغيل الخريجيين الجدد، مشيراً إلى أن عددا من خريجي جامعته من المهندسين الذين يعملون في محطات الوقود. كما افتخر الحمدلله في حديثه، بحسب التقرير، بمشروع قسم الطب الجديد الذي افتتح في الجامعة بالتعاون مع الإدارة المدنية الإسرائيلية تحت قيادة العميد "موتي ألموز"، وعدد من الجامعات الإسرائيلية والعالمية.
ويختم التقرير بالقول إن هناك لقاءات مشابهة تحدث بين الحين والآخر بين قادة من جيش الاحتلال وبين عناصر أمنية أو عناصر ذات تأثير في الرأي العام الفلسطيني، مثل المخاتير ورؤوساء البلديات، والمنشغلين بالاقتصاد. ويضيف بأن الهدف المتوقع من هكذا لقاءات يكون عادة معرفة الطرف الآخر من الصراع، ومحاولة لإيجاد حلول سريعة للمشاكل المستجدة، في سبيل الحفاظ على الاستقرار الأمني وعلى المصالح الإسرائيلية.
يعود الصحفي في نهاية تقريره إلى السؤال الذي طرحه أولاً عن شخصية الحمدلله، فيقول إنه رجل أكاديمي ليست له خبرة طيولة في السياسة ولا يبدو أن بشكل عنصر "تهديد". ويسأل من جديد :"هل سيُغير الحمد لله جلده في منصبه الجديد؟ هل سيستخدم قوته الانتخابية في أوساط الطلاب كورقة تهديد؟ أم سيبقى حمامة؟ "فقط الزمن بمقدوره الإجابة على هذه التساؤلات.