فلسطين المحتلة-خاص قُدس الإخبارية: لم تكن تعلم "أم جنى" من شمال غزة، أنه بمجرد التحاق طفليها التوأم بالروضة سيثقلان عليها بالمصروفات، إذ تضطر لدفع حوالي 100 دولار شهريًا، وبدأت تفكر بأن الحل الأمثل لهما أن يتوجها لروضة أقل سعرًا، لم ينخفض المبلغ كثيرًا ولكنه في وضع هذه العائلة أسهم في توفير مبلغ قليل سيتم توجيهه إلى مصاريف أخرى في المنزل.
يقول زوجها، "كان بإمكاني ألا أدخلهم الروضة وأكتفي بتعليمهم بالمنزل ولكن شعوري بالذنب منعني، ولكن أطالب كل روضة بخفض الرسوم ومراعاة الوضع الاقتصادي للناس".
أما أبو براء رزق من غزة، فلا يتلقى راتبًا شهريًا سوى (1000 شاقل)، جزء منهم يدفعه لقرض ولديه ثلاثة أطفال واحد منهم في الروضة، يدفع شهريًا حوالي 150 شاقلًا، رسومًا للروضة وللباص ومصروف لطفله.
يقول: "أشعر أنني أدفع لطلاب جامعة، مصاريف روضة ومدرسة، وخصوصًا الروضات أسعارهم مرتفعة بالمقارنة مع راتبي، مع أن ابني بروضة رسومها قليلة بالمقارنة مع باقي الروضات".
ومن الخليل، كان "أبو دارين" وعند سؤاله عن رؤيته لأسعار رياض الاطفال تذمر جدًا من الأسعار العالية التي لا تراعي الظروف، قائلًا: "لقد اضطررت أن أضع طفلتي في روضة قريبة من المنزل وبمواصفات ليست عالية ولا على قدر من الجودة، ابنتي الصغيرة اعترضت وأرادت أن أسجلها بروضة ابنة خالتها، نظرًا لإعجابها بالألعاب وبشكل الروضة الخارجي لكن قدرتي المالية لا تسمح لي بتسجيلها بها بسبب رسومها المرتفعة".
يضيف، "ما زالت طفلتي منزعجة وتريد أن أنقلها للروضة التي نالت إعجابها، وأحيانًا ترفض الذهاب للروضة وتريد أن تكون روضتها بعيدة لتركب باص كباقي أطفال العائلة".
الرياض تتحدث
رياض الاطفال ردّوا على الشكاوى المستمرة من الأهالي بارتفاع رسوم الرياض بشكل عام، تيسير أبو شملة مالك روضة البراعم الطيبة فرع شمال غزة يقول لـ "قدس الإخبارية"، "رسوم الروضة غير منصفة لي كمالِك روضة، ولا منصفة لأهل الطفل في ظل الوضع الصعب الذي نعاني منه جميعًا سواء كأصحاب مشاريع أو كأهالي".
يضيف أبو شملة: "حددت رسوم الروضة وأنا واضعًا في أولوياتي أهالي الاطفال ومراعيًا وضعهم المادي بالرغم من أن هذا عائدًا بالضرر عليّ، من المفترض أن مشروعي كصاحب روضة يحقق ربحًا عاليًا ولكن الربح بسيط جدًا ولا يرضيني."
ويشير إلى أن مقابل الرسوم التي يعتبرها البعض مرتفعة روضته تهتم بالجودة وتقديم أفضل الخدمات للأطفال وأنشطة ترفيهية متنوعة، كما أن هذه المبالغ تذهب لمصروفات الروضة من رواتب للموظفين وغيرها.
توافقه مديرة روضة "دانيا" في غزة ميسون أبو شملة، بأن جزءًا من دخل الروضة يذهب للرواتب ولتقديم خدمات بجودة عالية، والجزء الآخر ربح لمالكها، مشيرة إلى أن الرسوم الشهرية 100 شاقل بدون الباص، ويوجد خصم للأخوة.
وتقول مديرة دانية، "رياض الاطفال بشكل عام مشاريع خاصة كل نفقاتها قائمة من الدخل الوارد من الطلبة، لذلك أرى أن 100 شاقل شهريًا مناسبة جدًا للعائلات ولا تثقل عليهم".
أما في الضفة، تواصلت "قدس" مع روضة أطفال الشارقة في قلقيلية، تقول مديرتها إيمان الشريم، "الوضع مرهق علينا جميعًا ومالك الروضة مظلوم لا تعود عليه فائدة من مشروعه، ونحن كإدارة روضة، نقدر الوضع الاقتصادي السيء للعائلات وبالرغم من أن رسوم 200 شاقل شهريًا غير عادلة للمالك لكنه غير قادر على رفع المبلغ بسبب الوضع المالي لعائلات الأطفال".
تضيف: "توجد علينا ضرائب عديدة يجب دفع تأمينات على كل موظف، وضريبة للباص وضريبة لكل طفل، وهذا لا نستطيع دفعه بشكل كامل، بسبب انخفاض الرسوم لدينا، حتى أننا نود رفع المبلغ ولكن لا أحد سيلتزم بالدفع نتيجة لسوء الحالة المادية للأهالي."
توجهت "قدس" لوزارة التربية والتعليم ممثلة بالمدير العام محمد صيام، اكتفي بالقول إن "هذه سوق مفتوحة ورياض الاطفال مؤسسات خاصة ولا نتدخل في تحديد الرسوم، وتوجد رياض بأسعار منخفضة ومتوسطة يمكن للجمهور الفلسطيني وضع أطفاله بها وبشكل عام رسوم الرياض غير مرتفعة".