القدس المحتلة- خاص بقدس الإخبارية: منذ 66 عاما لم يغلق باب محل حلويات أبو صبيح إلا لأمر طارئ يخص العائلة والتي يستهدف الاحتلال صمودها من خلال أساليب التنكيل المتنوعة.
تلك العائلة قدمت شهداء وأسرى وكان لهم من حب أهل المدينة نصيب كبير، فمحلهم الذي فتحت أبوابه منذ عام 1954 حتى اليوم في شارع الواد بالبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، يرتاده الفلسطينيون والسياح وكل من يزور المدينة "حلي سنك من حلويات أبو صبيح" (النجاح).
خلال الربع الأخير من الشهر الماضي (كانون ثاني/ يناير) اقتحمت طواقم الاحتلال من المخابرات والشرطة والضريبة والصحة والطاقة هذا المحل من أجل فحص الالتزام بالشروط المفروضة عليه من قبل دوائر الاحتلال.
يقول عبود أبو صبيح في حديثه لقدس الإخبارية إنه لم يتفاجأ بهم، فقد كان قد جهز نفسه لذلك، لافتا إلى أن أعمال صيانة حصلت خلال الفترة الماضية تم من خلالها الالتزام بكافة الشروط.
ويضيف أنهم فتشوا المحل بشكل كامل، ورصدوا الالتزام بشروط السلامة والأمان داخل المحل، لكن ذلك لم يعجبهم، فبدأوا بالترصد.
"على الجدران تم تعليق صورة تجمع والدي بشقيقي الشهيد مجدي، وأخرى لوالدي مع الراحل صدام حسين، وثالثة لابن عمي الشهيد مصباح أبو صبيح، تمت مصادرتها جميعا وقال لي أحد عناصر الاحتلال إن تعليق صور "الإرهابيين" يترتب عليه مخالفة وعلي مراجعة البلدية"، يقول أبو صبيح لقدس.
ويؤكد أن طواقم الاحتلال كانت تبحث عن حجج لإغلاق المحل، حيث كان خالي البالغ من العمر 54 عاما في زيارة لمحلي (من حملة الهوية الفلسطينية) فقد كان مرافقا لنجله المريض في المشفى، وهنا ادعت طواقم الاحتلال بأنني أشغل عمالا من الضفة.
وبعد مشادات كلامية ما بين الطرفين تم طردهم من المحل وغادروا. لكن في التاسع والعشرين من الشهر الماضي تفاجأ عبود أبو صبيح باقتحام محله من جديد مساء من قبل عناصر الاحتلال والتي طالبته بإغلاق المحل بقرار من ضابط المنطقة.
يفيد أبو صبيح بأن "حوارا جرى بينه وبين أحد عناصر الاحتلال حول الإغلاق، وبعدما تذرعوا بوزارة الصحة (رغم أنه ملتزم بكافة الشروط) ثم بتشغيل عمال من الضفة -كلها ذرائع واهية- أبلغني بحجة جديدة وهي أنني أوزع حلويات في المسجد الأقصى على المصلين"، مستغربا من هذه الحجة الجديدة للإغلاق.
وبالفعل تم إغلاق المحل منذ تاريخ تسليم القرار وسيبقى مغلقا أمام الفلسطينيين والسياح حتى الثاني عشر من شهر شباط/ فبراير الجاري.
لكن أهل القدس يثبتون دوما بأنهم يد واحدة، فقد وصل "قدس الإخبارية" تسجيلا صوتيا لأحد سكان المدينة يقترح فيه على الفلسطينيين بأن يقوموا بعمل سلسلة بشرية من محل أبو صبيح وحتى "باب العامود" في اليوم الأول لفتح المحل بعد انتهاء فترة الإغلاق.
وأن يقوم المشاركون بالسلسلة بشراء الحلويات من أبو صبيح، تعويضا عن الضرر الذي أحدثه الاحتلال جراء الإغلاق.