قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يعتزم الكشف عن خطته لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، قبل يوم الثلاثاء، حيث سيجتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة، بيني غانتس، ووصف ترامب خطته بأنها "عظيمة".
وتوقع أن يكون رد فعل الفلسطينيين على الخطة "سلبياً في البداية، لكنها إيجابية بالنسبة لهم ولديهم العديد من المزايا للقيام بها".
توقعات الرئيس الأمريكي حول رد الفعل الفلسطيني بأنها ستكون سلبية في البداية، يستشف منه أن الإدارة الأمريكية غير معنية بالموقف الفلسطيني وتعلم جيداً أن سقف الفلسطينيين لا يتجاوز ثلاثة مسارات هي: اجتماع للمجلس المركزي أو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإطلاق خطاب ناري يحمل مجموعة من التوصيات، ويشكل الرئيس محمود عباس لجنة برئاسة صائب عريقات، تجتمع مرة أو مرتين ثم تغيب.
بيان شجب واستنكار ورفض، مع بعض الجولات الدبلوماسية والقمم العربية، وهاشتاق قد يصل للتريند العالمي يرفض صفقة القرن.
دعوة لمسيرات شعبية ومظاهرات في الأراضي الفلسطينية وربما بالشتات تستمر ليوم أو يومين، وستنتظر غزة تحرك الضفة الغربية، في حين تعول الضفة على أن تتحرك غزة، وبين هذا وذاك ستعمل جماعات المصالح بعدم انزلاق هذه المظاهرات لمستوى انتفاضة عارمة تهدد مصالح القطط السمان.
وفق ما سبق تعمل الإدارة الأمريكية على إطلاق صفقة القرن كأمر واقع لا يستئذن أحدا، وعليه يبقى السؤال الأبرز: ما هي خيارات الفلسطينيين؟ لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى مواجهة الصفقة أو إعلان هزيمته والتسليم لأكبر مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، والجين الفلسطيني لا يعرف الهزيمة، وعليه فإن خيار المواجهة هو الأصل أن يكون برغم ما يتعرض له شعبنا من تدجين ممنهج للقبول بأنصاف الحلول، وعليه فإن المطلوب فلسطينياً لمواجهة صفقة القرن يتمثل في:
أولاً: العمل الجاد على إنهاء الانقسام، ودعوة الإطار القيادي المؤقت للاجتماع لمناقشة ما يمكن عمله لتحويل أي تهديد لفرصة، والتوافق على استراتيجية للمواجهة، وأن يبدأ عباس بخطوات عملية لتعزيز صمود قطاع غزة عبر وقف الإجراءات العقابية التي أقرها في مارس/2017م، ووقف التراشق الإعلامي، فمواجهة صفقة القرن لا تتم عبر الاتهامات المتبادلة التي تضعف الموقف الفلسطيني وتسهل تمرير الصفقة لأنها في النتيجة تصنع رأيا عاما فلسطينيا محتقنا ومستقطبا وعاجزا عن اتخاذ أي خطوات.
ثانياً: مطلوب من حركة حماس وفصائل المقاومة العمل بكل قوة لمنع تمرير الصفقة، وفتح صفحة جديدة في العلاقة مع حركة فتح، وما قامت به حماس أخيراً في الدعوة للقاء وطني يدعو له الرئيس خطوة في الاتجاه الصحيح، فإن لم تجتمع قيادة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف فمتى ستلتقي؟ فصفقة القرن تستهدف المشروع الوطني ولا فرق بين غزة والضفة والقدس، وما لم يتحرك الجميع تحت مظلة وطنية واحدة ستُمرَّر الصفقة، فالتصريحات لا يمكن أن تشكل معيقاً لمرورها، بل القرارات الصادمة وعلى رأسها استعادة الوحدة الوطنية والعودة إلى كل أشكال المقاومة، وتطبيق كل مخرجات المجلس المركزي هي الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة صفقة القرن، ودون ذلك فإن المعطّل لتحقيق ما سبق هو شريك بقصد أو دون قصد في تمرير صفقة القرن.