القدس المحتلة - قدس الإخبارية: شيّع آلاف المصلين الفلسطينيين اليوم السبت، جثمان الطفل قيس أبو رميلة من باحات المسجد الأقصى المبارك باتجاه مقبرة اليوسفية حيث تم دفنه.
وأفادت مراسلة “قدس الإخبارية” أن مئات المصلين شاركوا في تشييع جثمان الطفل أبو رميلة بعد أداء صلاة الجنازة في المسجد الأقصى المبارك عقب صلاة العصر.
وأضافت أنه تم دفن جثمان الطفل في مقبرة “اليوسفية” المحاذية للمسجد الأقصى.
وهلّل المشاركون وكبّروا خلال تشييع الجثمان كما احتسبوه شهيداً، وصدحت أصواتهم بـ“لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”، و”لن تركع أمة قائدها محمد”.
قيس أبو رميلة الطفل الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات فُقدت أثاره عصر أمس الجمعة في بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، وبقي شبّان المدينة يبحثون عنه طوال ساعات المساء وحتى صباح اليوم.
تحدّى الشبان شرطة الاحتلال التي قالوا إنها لم تتعاون معهم، ما أدى لاندلاع مواجهات ما بين الطرفين وتسجيل إصابات واعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين الذين هبّوا للبحث من كل القرى والبلدات للبحث عن الطفل.
كان الخوف أن تُعاد قصة الطفل محمد أبو خضير عام 2014 حينما اختطفه مستوطنون يهود في شهر رمضان، وألقوا به في أحراش دير ياسين بعدما تم تعذيبه وحرق جسده.
وبقيت تلك المخاوف تراود جميع الفلسطينيين في القدس، وبدأوا بالبحث عن الطفل مع عائلته في عدّة محاور، ومع ساعات الليل كان هناك شكوك بأن يكون قد وقع في عبّارة مياه قريبة من المكان، حيث تم شفطها من قبل طواقم الاحتلال، وبعد عمليات بحث دقيقة صباح اليوم تم إيجاد جثّته.
نُقل الطفل عبر سيارة إسعاف إلى مشفى هداسا في القدس، حيث حاول الأطباء إنعاشه لكنّ “قيس” غادر الحياة.
من جهتها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر أن عدد الإصابات التي تعاملت طواقمها معها خلال المواجهات مع قوات شرطة الاحتلال في محيط بيت حنينا بلغ نحو 19 إصابة، ما بين رصاص مطاطي وجروح وسقوط.
كما تعاملت مع إصابتين لغواصين وثلاثة شبان فلسطينيين، شاركوا في عملية البحث عن الطفل المفقود في بيت حنينا، حيث أصيبوا بانخفاض حاد بدرجة الحرارة بسبب دخولهم في العبارة.
ولاحقاً، قرّرت عائلة الطفل أن يتم تشريح جثمان نجلها للوقوف على أسباب وفاته، لكنها تراجعت وقرّرت عدم فعل ذلك ودفنه عصر اليوم.
وفي بيان صادر عن “الحراك الوطني الاجتماعي” في القدس، حمّل بلدية وسلطات الاحتلال المسؤولية عن وفاة الطفل قيس أبو رميله، بسبب تركهم مجمع مياه عميق وخطير بدون تغطيته أو وضع أي إجراءات لضمان السلامة العامة، خاصة أن هذا المجمع يقع في منطقة حيوية ومزدحمة فيها مجمعات تجارية وملاعب ومدارس للأطفال وعمارات سكنية.
واعتبر الحراك أن هذا الإهمال من قبل بلدية الاحتلال متعمّد كون المنطقة فلسطينية، وجاء في البيان: “لوكان السكان يهود لما شاهدنا هذا الإهمال”.