شبكة قدس الإخبارية

حملة إسرائيلية ضد مراسلة BBC لتعليقها على "الهولوكست"

45

القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: شنت مجموعات إسرائيلية، حملة ضد إحدى المراسلات في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، على إثر تعليق لها عن المحرقة وتصرفات "إسرائيل" حتى اليوم.

وكان مراسلة "بي بي سي"، وتدعى "أورال جويرين" قد عقبت في ختام تقرير لها مع أحد الناجين من "الهولوكست" وبينما ظهرت صورة نصب تذكاري للمحرقة في القدس، بالقول: "في قاعة ياد فاشيم للأسماء، صور للموت.. جنود شبان يتجمعون للمشاركة في المأساة الملازمة للشعب اليهودي، دولة إسرائيل الآن هي قوة إقليمية. لعقود تحتل الأراضي الفلسطينية، لكن البعض هناك سيرون دائما دولتهم من خلال الاضطهاد والبقاء".

المقابلة والتعقيب جاءا على هامش احتفال نظمته "إسرائيل" في الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير اليهود من المعتقلات النازية، وبحضور نحو 40 من زعماء ورؤساء العالم، واستغل قادة الاحتلال حضورهم لتدعيم موقفهم في الوقت الحاضر، حتى للتغطية على الجرائم بحق الفلسطينين في الجنائية الدولية.

الحملة التي شُنت ضد المراسلة، تقدمت إلى "بي بي سي" بشكوى رسمية، تتهمه بـ"معاداة السامية"، وتهدد بنقل القضية إلى الهيئة التي تنظم عمل المحطات التلفزيونية (الأوفكوم).

وقالت الحملة إن تعليقات المراسلة تخالف التعريف العالمي لمعاداة السامية الذي اعتمدته الحكومة البريطانية. ويتضمن التعريف "عقد مقارنة بين السياسة الإسرائيلية والنازيين".

وسبق أن اتهمت "إسرائيل" المراسلة ذاتها عام 2004 بمعاداة السامية وبـ"التماهي مع أهداف ووسائل المنظمات الإرهابية الفلسطينية"، على خلفية تقرير لها عن فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاماً، قالت إنه "يمكن أن يتحول لتفجير نفسه" بسببهم.

من جهته، انخرط الرئيس السابق لبي بي سي، "مايكل جريد"، ومدير تلفزيون بي سي سي سابقًا، "داني كوهين"، في مهاجمة المؤسسة والمراسلة، حيث وصف الأخير تعليقات المراسلة بـ"الإساءة غير المبررة"، وأن محاولة الربط بين أهوال المحرقة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مسيئة جدا ومزعجة.

وفي عام 2015، تقدم الرئيس السابق للهيئة مايكل جريد بشكوى لدى بي بي سي، متهما جويرين بتضليل المشاهدين، بسبب ما قال إنه فشلها في الإشارة إلى تورط مجموعات فلسطينية مسلحة في موجة الطعن بالسكاكين ضد إسرائيليين، على حد قوله.

ووصفت نائبة رئيس مجلس المندوبين لليهود البريطانيين، "أماندا بومان"، تقرير مراسلة بي بي سي، بأنه "يفتقد للحس ومسيء"، وتساءلت عما وصفته بـ"نقص الحياد" في تغطية "النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، متسائلة عن التمسك بتكليفها بـ"هذه المهمة الحساسة".

دفاع عن المراسلة

ورفضت بي بي سي الاتهامات بحقها وبشأن مراسلتها، مؤكدة أن "الإشارة المختصرة في تقرير الهولوكست إلى وضع إسرائيل اليوم، لا يتضمن أي مقارنة بين الأمرين، كما لا نود أن يكون ذلك في تغطيتنا".

ودافع آخرون عن المراسلة "جويرين"، وأكدوا أنه عندما توضع تعليقات المراسلة في سياق التقرير بأكمله، فإنها لم تكن مسيئة.