فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: ما إن تسمع أمهاتنا عن أحوال الطقس ووجود منخفض جوي، حتى يخطر ببالهنّ “شوربة العدس” حتى أصبح المنشور المعتاد في منصات التواصل الاجتماعي “مين مش طابخ عدس اليوم؟”، وهذا ليس غريباً فللعدس قيمة غذائية عالية جداً سنوردها في هذا التقرير.
تقول أخصائية التغذية تسنيم شقيرات لـ”قدس الإخبارية” إن العدس من البقوليات التي تتمتع بقيمة غذائية عالية، فهو يحتوي على الألياف، الحديد، الكالسيوم، الفسفور، المغنيسيوم، والفوليك أسيد.
وتُضيف أنه مصدر نباتي عالي البروتين، لذلك فأخصائيو التغذية ينصحون الأشخاص “النباتيين” بالاعتماد على العدس في غذائهم بشكل كبير لتعويض البروتين الحيواني لديهم.
وأكدت أن العدس هو مصدر غذائي منخفض بالسعرات الحرارية، لذلك فهو يساعد على تخفيض الوزن، وهو مُشبع كونه غني بالألياف.
أمّا عن سر إمداد الجسم بالحرارة، فإن وجود فيتامين “ب” في العدس يساعد على الشعور بالدفء والحرارة كما تقول شقيرات.
يُمكن أن تختلف طريقة عمل شوربة العدس من سيّدة إلى أخرى، إلّا أن المكونات الرئيسية واحدة، حيث تحتوي على العدس الأحمر والبصل وبعض البهارات كالكمّون والملح، وفي القديم كانوا يقولون إن هذه الوجبة “أكلة الفقراء” كون المواد التي تُتسخدم لإعداها متوفّرة في يد الجميع.
يقول الباحث في التراث الفلسطيني، حمزة العقرباوي لـ”قدس الإخبارية” إن هذه الوجبة المميزة في الشتاء والتي تقوم بإعداها معظم الفلسطينيات مع دخول أي منخفض جوي غنية بمكوناتها والتي تعادل اللحوم والدجاج.
وفي المثل الشعبي يُقال “إذا عدستم فأبصلوا” أي أن هذه الوجبة تؤكل مع البصل وبعض الخضراوات والزيتون، وهي من الوجبات المرتبطة بالفقر فهي غير مكلفة وبالوقت ذاته غنية.
ويُشير العقرباوي كذلك إلى أن اكتمال الرجولة مرتبط بأكل العدس عند الفلاحين لا باللحوم. كبار السن كانوا يقولون للشبان: “لسه ذراعك ما انتلى عدس” (بمعنى أن ذراعك لم تمتلئ بالعدس في إشارة للقوة)، وأيضاً كانوا يقولون “لسّاتَكْ بدّك فَتْ عدس” (أي أنك تحتاج الكثير لتُصبح قويّاً).