شبكة قدس الإخبارية

مع عودة البالونات.. هل تقترب غزة من جولة تصعيد جديدة؟

ek4e13rjf5b2
هيئة التحرير

رام الله – خاص قدس الإخبارية: عادت البالونات الحارقة للانطلاق من جديد نحو مستوطنات غلاف غزة والمدن المحتلة عام 1948 في وقتٍ يدور فيه الحديث عن إمكانية أن يعود الوضع الميداني بغزة للتصعيد مع الاحتلال مجدداً عبر جولة جديدة.

وتسارعت في الأيام الأخيرة الأحداث الميدانية وكثفت فيها الوحدات الشبابية كميات البالونات المتفجرة المطلقة من غزة والتي كان أبرزها الدفعة التي سقطت قرب مستوطنة "بيت شيمش" قرب القدس المحتلة، اليوم الإثنين، وعلى مسافة تتجاوز 50 كيلو متر من القطاع.

في الوقت ذاته، تؤكد مصادر فصائلية رفضت ذكر هويتها في حديث لـ "شبكة قدس" عن وجود قرار بتصعيد إطلاق البالونات الحارقة في ظل تنصل الاحتلال من تنفيذ التفاهمات والمماطلة التي تقوم بها حكومة الاحتلال وغياب الدور المصري.

وأجمع محللان في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" أن فرص التصعيد قائمة حالياً لكن دون أن ينزلق القطاع في الحرب المفتوحة نظرًا للواقع السياسي الذي يعيشه الاحتلال وصعوبة حسم أي معركة بغزة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة إن ما يجري حالياً مرتبط ببعض العوامل أبرزها اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلي في 2 آذار/ مارس المقبل وحالة التباطؤ في تنفيذ التفاهمات التي جرت برعاية مصرية وقطرية وأممية.

وأضاف أبو سعدة لـ "شبكة قدس": "من الواضح أن حماس رأت عدم وجود حالة من التقدم وقررت الضغط على الاحتلال الإسرائيلي بسلسلة من الوسائل مثل عودة البالونات المتفجرة ووصولها لمناطق بعيدة والإرباك الليلي وغيرها من الأدوات الخشنة".

واستدل أستاذ العلوم السياسية بجولتي الانتخابات الإسرائيلية السابقتين حينما ضغطت المقاومة الفلسطينية على الاحتلال وسخنت الأجواء لابتزاز نتنياهو وارغامه على تقديم سلسلة تسهيلات جديدة تخفف من الحصار المفروض على غزة.

وتابع قائلاً: "المقاومة تعلم أن نتنياهو لا يستطيع الذهاب لحرب واسعة مع غزة، وهي تحاول ابتزاز إسرائيل والحصول على تنازلات وتسهيلات لغزة وهو حدث في المرتين الماضيتين إلى جانب أن ما يجري قد يكون محاولة لاستدعاء تدخل مصري".

وعن إمكانية الذهاب لجولة تصعيد خلال الأيام المقبل ذكر أبو سعدة قائلاً: "إذا سقطت بالونات في مناطق حساسة وأسهمت في التسبب بأضرار أو جرحى وقتلى قد يكون ذلك شرارة لجولة تصعيد يستمر لأيام أما إمكانية الذهاب لحرب مفتوحة فهي مستبعدة".

وأشار إلى أن هناك توافق فصائلي يبدو في هذه المرحلة على التصعيد تزامناً مع الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجرائها بعد شهرين، مستبعداً أن يقدم الاحتلال على تنفيذ اغتيالات خصوصاً في صفوف قيادات حركة حماس لأن ذلك سيؤدي للحرب.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن فرص التصعيد المحدودة تبدو حاضرة حالياً مع استبعاد تطور الأمر لمواجهة مفتوحة في ظل صعوبة الحسم الميداني الواسع من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عفيفة لـ "شبكة قدس": "كل الخطط الإسرائيلية تتحدث عن عملية عسكرية بغزة واسعة لكن كل هذه الخطط لم تستطع التنبؤ في النتائج التي ستحصل بعد هذه العملية"، موضحاً أن المقاومة تقوم حالياً باستخدام أوراق الضغط الخشنة لدفع الاحتلال على تنفيذ التفاهمات والتخفيف من الحصار.

وواصل قائلاً: "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنتظر غزة الترتيبات الداخلية للمشهد في دولة الاحتلال وعليه فإن ما يجري ضمن فعل ميداني واستثمار كافة أدوات الضغط على الاحتلال إلى جانب استدعاء الوسطاء للقيام بدورهم بشكلٍ كامل لتنفيذ الاستحقاقات المتفق عليها".