الجولان السوري المحتل - خاص قُدس الإخبارية: "نكبة" جديدة ربما تنتظر، أهالي الجولان المحتل، تُهدد زراعتهم وأراضيهم وحياتهم، بفعل مشروع المراوح الهوائية، التي قرر الاحتلال إقامتها في المنطقة.
بدأ العمل على مشروع تركيب المراوح في الجولان المحتل، يبين الناشط وائل طربية، في العام 2002 ولكن التنبه إلى أخطاره على حياة السوريين في المنطقة، بدأ بعد سنوات من ذلك.
يخطط الاحتلال لإقامة 28 مروحة عملاقة، على مساحة تعادل 3,674 من أراضي الجولان، بين بلدات مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية.
وأوضح الناشط وسام شرف، أن الاحتلال يُعرَف المشروع "كقومي"، مما يتيح لوزير المالية صلاحيات بالسيطرة على أراض في الجولان، لإقامته عليها.
أضرار صحية
يؤكد طربيه "لقُدس الإخبارية"، أن "المشروع رغم أنه يحمل شعاراً لتوليد الطاقة النظيفة من الرياح وحماية البيئة، إلا أن النظر للأضرار التي سيتسبب بها على السوريين في المنطقة، تثبت كم يخالف الشعار الواقع".
ويضيف: "الدراسات العملية التي جرت حول اثار المشروع، تبين أن المشروع ستكون له انعكاسات صحية على أهل الجولان، من خلال الضجيج الذي تتسبب به المراوح، والأمواج تحت السمعية التي تصدر عنها، ولها اثار ضارة على الجسم، حيث يصاب إنسان من بين أربعة بها".
"عدا عن الأضرار البيئية، حيث أن هذه المراوح ستكون قاتلة للطيور التي تمر من المنطقة، وستؤثر على أشجار الكرز والتفاح التي تنتشر في الجولان"، يؤكد وائل.
ويبين الناشط وسام شرف، أن "الجولان يشكل موطناً للطيور المهاجرة، التي ستصبح في خطر بفعل المراوح الإسرائيلية، خاصة أن أعداد الطيور الجارحة التي تنتشر في المنطقة، تقلصت بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، حيث وصل عدد النسور إلى 8 فقط".
وآضاف: "في شمال فلسطين المحتلة يوجد مزرعتين للمراوح الهوائية، وقد تسببتا بقتل عدد كبير من الطيور المهاجرة".
تدمير السياحة الزراعية
يبين طربيه أن "السياحة الزراعية نشطت في الجولان، خلال السنوات الأخيرة، بفعل زيارات الفلسطينيين للمنطقة، وشرائهم من محاصيل أشجار الفواكه، الأمر الذي ساعد بتحسن الحالة الاقتصادية للمزارعين".
وأضاف: "الزراعة في الجولان تواجه عدة تحديات، بينها إغلاق أسواق الضفة المحتلة أمامها منذ سنوات، ثم سوق دمشق في العام 2011، بالإضافة للمستوطنات التي تتمتع بدعم كبير من الحكومة الإسرائيلية، على عكس المزارعين السوريين الملاحقين في أرضهم".
"مشروع المراوح ستكون له اثار مدمرة، على الأشجار والزراعة في الجولان، وسيحولها إلى منطقة صناعية، كما يخشى أهالي الجولان من انخفاض سعر الأراضي، بفعل خوف الناس من أضرار المراوح"، يقول وائل.
تغيير وجه المنطقة
ويشير طربيه، إلى أن "أهالي الجولان يتعاملون مع الأرض بثقافة مختلفة عن المستوطنين، فهي ليست عندهم للزراعة فقط، بل يحبون التنزه فيها والمبيت بها في ليالي صيف، وتشكل لهم متنفساً يتشاركون فيه طقوسهم الاجتماعية".
وأضاف: "إقامة المراوح في المنطقة، يهدد كل هذه الحياة الثقافية والروحية التي تربط السوريين في الجولان بالأرض".
محاصرة قرى الجولان
"الخطير في المشروع أنه بعيد عن بلدة مجدل شمس فقط 1000 متر، وعن مسعدة 1600، وبقعاثا 1800، الأمر الذي يساهم بزيادة الاكتظاظ في هذه البلدات ومحاصرة أهلها"، يوضح وائل.
وقال إن "مجدل شمس تعاني من اكتظاظ شديد في السكان، ولا يمكن لأهلها أن يبنوا سوى في الجهة الجنوبية، وهناك سيتم بناء مشروع المراوح، حيث أن الجهة الشمالية يقع فيها جبل الشيخ صاحب التضاريس الصعبة للبناء، وأمامها خط وقف إطلاق النار مع الأراضي السورية غير المحتلة، ومن جهة أخرى أقام الاحتلال مستوطنة".
يُشار إلى أن جيش الاحتلال دمر أكثر من 146 قرية سورية، في الجولان، بعد حرب العام 1967، وشرد سكانها، ويسيطر حالياً على ما يقارب 95% من أراضي المنطقة.
نضالٌ مستمر
يبين طربيه أن "أهالي الجولان والجمعيات الزراعية قدموا مئات الاعتراضات للمحاكم ضد هذا المشروع، بالإضافة لتوقيع أكثر من 5000 سوري من سكان المنطقة، على عريضة تطالب بوقفه، لكن دون أي تجاوب من سلطات الاحتلال".
وأضاف: "حيتان المال الذين يقفون خلف هذا المشروع، لهم نفوذهم داخل المؤسسات الإسرائيلية، وسيبذلون كل جهودهم لمنع وقفه".
فيما يوضح الناشط شرف، أن "أهالي الجولان خاضوا إضراباً ليوم واحد، خلال شهر أيار/مايو الماضي، للمطالبة بوقف المشروع".
وكان أهالي الجولان قد خاضوا، في العام 2018، نضالاً وأقاموا وقفات احتجاجية، لرفض لمحاولة الاحتلال فرض إجراء انتخابات محلية عليهم، بهدف تكريس ضمه للهضبة، بالإضافة لإضرابهم في العام 1981، رفضاً "للجنسية الإسرائيلية"، وتأكيداً على عروبة المنطقة.
علماً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع، في شهر أذار بالعام الماضي، على وثيقة يعترف فيها بسيطرة دولة الاحتلال على الجولان.
من جانبه يؤكد الناشط علي عويدات "لقُدس الإخبارية"، أن "الحراك في مواجهة مشروع المراوح، سيكون مختلفاً عن التظاهرات التي شهدها الجولان، سابقاً، لاختلاف القضية وخطورتها".
وأضاف: "أهالي الجولان لا يملكون سوى التحرك لإفشال هذا المشروع، وهناك تنسيق يجري الان بين مختلف المجموعات والنشطاء، لبحث كيف ستكون الخطوات القادمة".