غزة- قُدس الإخبارية: "عين الحقيقة لن تنطفئ" أعيدت هذه العبارة مجددًا، دعمًا للصحفي المصور عطية درويش من غزة، بعدما أخبره أطباء اليوم الأحد بأنه فقد عينه كليًا، إثر إصابته برصاص الاحتلال أثناء تغطيته لمسيرات العودة.
وأظهرت فحوصات طبية جديدة للمصور الصحفي عطية درويش، أنه فقد عينه اليسرى كليا، بعدما أجرى الفحوصات الطبية، أمس السبت، في مستشفى الأردن بالعاصمة عمان.
وجاء تقرير الطبيب الأردني المختص فيصل توفيق فياض، أن العين اليسرى لعطية، تعاني ندبة في مركز الإبصار، إضافة إلى ندبات أخرى، وهو ما يعني فقدان البصر فيها، مؤكدًا أن هذا الوضع مستقر ونهائي.
وكان الصحفي درويش أصيب في عينه اليسرى جراء قنبلة غاز خلال تغطيته لاعتداءات الاحتلال بحق المواطنين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة في شهر كانون أول/ ديسمبر من عام 2018.
وتسببت الإصابة للمصور درويش بعدة كسور وتهشّم في عظام وجهه وفكه، ونزيف حاد في عينه، وأذنه اليسرى، نتج عنه لاحقًا ضعف حاد بالبصر والسمع، حتى الإعلان عن فقد عينه كليًا اليوم.
وخلال الشهور الماضية، تلقى درويش العلاج في مستشفيات قطاع غزة، قبل أن يتم تحويله لاستكمال العلاج في المستشفيات المصرية، وأجرى عدة عمليات جراحية خلال الأشهر الماضية، لإزالة الشظايا الناجمة عن الإصابة، وتم إصلاح فكه السفلي واستبدال العظام المفتتة في وجهه، بلوحة معدنية تتطلب عناية خاصة ومراجعة دورية.
قال عطية سابقًا: "لا أشعر بالجانب الأيسر من وجهي، والآلام الشديدة لا تفارقني خاصة عندما أتناول الطعام وفي أجواء البرد أيضًا".
لحظة الإصابة.. والرسالة باقية
وعن لحظة الإصابة، أوضح عطية في حديثٍ له: "كنت التقط الصور، وفجأة شعرت بضربة قوية على وجهي مع انفجارٍ مكتوم، وصعقة ألم قبل أن أسقط".
ويضيف: "في غضون دقائق قليلة، نقلني الزملاء والمسعفين إلى المستشفى الميداني، في موقع المسيرات شرقي غزة، لتلقي العلاج الأولي، وثم نقلت إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة".
يتحدث عطية عن عمله بالقول: "أنا مصور، وأعتمد على عيني في عملي بشكل أساسي، الآن لا استطيع الرؤية بسهولة ولا يتوفر علاج لها"، متابعًا: " الإصابة قلبت حياتي رأسا على عقب، أحتاج إلى وقت طويل حتى أتأقلم معها وأعود لأمارس حياتي بشكل طبيعي".
وقال في إحدى لقاءاته السابقة: "فقُدت 80% من عيني، لكنني أمتلك عينًا أخرى، لأصوّر بها"، والآن بات فاقدًا للرؤية بها بشكلٍ كلي، لكن المؤكد أن إرادته باقية، ورسالته في التغطية مستمرة حتى لو بعينٍ واحدة.
ويعمل المصور عطية درويش (32 عامًا) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في وكالة الرأي الحكومية، والعديد من وكالات الأنباء منذ نحو 10 سنوات، ولديه تجربة غنية في نقل الحقيقة، والكثير من الصور التي تدوم طويلًا في الذاكرة.
يٌذكر أن قوات الاحتلال قتلت صحفييْن، وجرحت 173 آخرين بينهم 10 صحفيات، خلال تغطيتهم لمسيرات العودة منذ 30 آذار 2018، - وفق مركز الميزان، فيما تعيد حادثة عطية، للذاكرة، إصابة الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم، برصاص الاحتلال أثناء تغطيته الصحفية، وفقدانه لعينه.