القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ما زال حاتم أبو عصب، يعاني الحسرة، على منزل عائلته في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بعد أن أخرجه الاحتلال منه بالقوة قبل شهور وسلمه للمستوطنين.
يستذكر أبو عصب لحظات الفرح والحزن التي عاشها، منذ طفولته، في منزل العائلة الواقع في عقبة الخالدية بالقدس القديمة، وكيف أخرجته قوات الاحتلال "قهراً وغصباً" منه.
بداية الحكاية
يقول أبو عصب "لقُدس الإخبارية": "بعد أن أُجبر جدي على الهجرة من حي البقعة بالقدس الغربية، بعد أن احتلته العصابات الصهيونية، فاستأجر منزلاً عن طريق الجيش الأردني في عقبة الخالدية، يعود لعائلة نسيبة التي أجّرته لسيدة يهودية لمدة 99 عاماً قبل أن تغادره".
ويضيف: "بقينا نعيش في المنزل بأمان حتى رفع المستوطنون علينا قضية، بزعم أنهم يملكون المنزل، فتوجهنا لمحافظة القدس كي توفر لنا محاميين يدافعون عنا، بعد أن عجزت العائلة عن دفع المبالغ الباهظة التي طلبها المحامون".
مستأجر محمي
يوضح أبوعصب "لقُدس الإخبارية"، أن القانون يضمن له أن يبقى في المنزل، تحت بند "مستأجر محمي"، حيث أن عمتي كانت تعيش معنا، وهي قريبة درجة أولى "للمستأجر" وهو جدي، كما أنني عشت معه أيضاً في المنزل.
عروضات من المستوطنين
يقول أبو عصب، أن "المستوطنين حاولوا مراراً تقديم عروض للعائلة، كي تترك منزلها، لكنها كانت تواجه بالرفض القاطع".
ويضيف: "عرض المستوطنون على والدي مرةً، أن يسلمهم المنزل، مقابل منحه بيتاً اخر مع حديقة لكنه رفض ذلك، وأخبرهم أنه سيبقى في منزله رغم كل الصعوبات والإغراءات".
اتهامات للمحاميين
يتهم أبو عصب "المحاميين الذي وكلتهم محافظة القدس، بخسارة قضيته أمام المحاكم، نتيجة ضعفهم أو تواطؤ عدد منهم مع المستوطنين لتسليهم العقار".
ويبين: "لدي الإثباتات والوثائق التي تدين محاميين اثنين وكلا بالقضية، بالتواطؤ مع المستوطنين، وقد توجهت للمحافظة كي تعمل لجنة تحقيق في القضية، لكن لا تجاوب مع مطالبي حتى اللحظة".
قمعٌ وتنكيل
أصدرت محكمة الاحتلال قراراً بإخلاء عائلة أبو عصب، من منزلها، وتسليمه للمستوطنين، الأمر الذي رفضته العائلة عدة مرات، قبل أن تقتحمه قوة كبيرة من شرطة الاحتلال وتعتدي بالضرب على أفرادها وتلقي بهم خارجه.
يقول أبو عصب: "تعرضت للضرب المبرح من جنود الاحتلال، لمدة 25 دقيقة، على كافة أنحاء جسده وعلى رأسه خاصة، وثم تم تكبيله وإخراجه من المنزل.
"بعد استيلاء المستوطنين على منزلنا، اعتقلت قوات الاحتلال نجلي مهدي، وحكمت عليه بالسجن لمدة 10 شهور، بزعم محاولته إحراق البيت".
تعيش عائلة حاتم أبو عصب، وجعاً يومياً، وهي ترى منزلها الذي سكنته لسنوات طويلة، قد أصبح بيد المستوطنين، يعبثون به، وقد تشردت وأخرجت منه عنوةً.