شبكة قدس الإخبارية

ملك .. تضيء شمعتها العشرين خلف قضبان السجون

82523126_2513151638900512_1503486673860689920_n

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: بدلًا من أن تكون ذات الوجه الباسم بين أحضان العائلة، تحتفل ملك سلمان اليوم بذكرى ميلادها خلف قضبان السجون، وتبدأ عامها العشرين ربّما بكعكة صغيرة من صُنع الأسيرات الخاص مما توفّر لديهنّ.

الأسيرة الفلسطينية ملك سلمان، من بلدة بيت صفافا جنوبي مدينة القدس، ادّعى الاحتلال في التاسع من شباط/ فبراير عام 2016 بأنها كانت تحمل آلة حادّة خلال تواجدها بمحيط “باب العامود” في القدس، فقضت محاكم الاحتلال بسجنها فعليًا لمدة عشر سنوات.

صورة سلمان لا تغيب عن الذاكرة، كيف كانت مطروحة على الأرض وحولها عدد من الجنود الإسرائيليين وكأنها “فريسة” بحسب والدتها فاتنة عليان، التي تمكّنت من التعرّف على صورة ابنتها التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وآلمها المشهد.

“أكتر اشي بفقده حضنها، وهي كمان محتاجة حضني، طول الليل بتذكر قبل عشرين سنة لمّا إجت عالدّنيا وخلّتني أم، الله بيعلم قديش قلبي موجوع على بنتي”، تقول عليان.

ملك هي الابنة الكبرى لعائلتها المكوّنة من خمسة أبناء، إضافة إلى والديها، فليس من السهل عليهم أن تغيب من كانت ترسم البسمة والفرح لهذا المنزل، والتي لم تكن مجرّد ابنة بل كانت صديقة، كما تقول والدتها.

أمّا عن دراستها، فقد حرمها الاحتلال من استكمال التعليم الجامعي، بعدما حصلت على المرتبة الأولى من بين الأسيرات في الثانوية العامة بمعدل 91، إلّا أنها تتلقّى العلم في عدّة مجالات من خلال الكتب المتوفّرة في سجن “الدامون” حيث يحتجزها الاحتلال وباقي الأسيرات الفلسطينيات.

تقول والدة الأسيرة لـ”قدس الإخبارية” إن وضع “سجن الدامون” مُزري للغاية، كل شيء فيه ممنوع، ومعاملة إدارة السجن لهنّ سيئة جداً.    

وتُضيف أنه في ذكرى ميلادها الأول في السجن، فاجأتها الأسيرة المحررة لينا الجربوني- عميدة الأسيرات سابقًا- بقلادة من الخرز التي صُنعت بحُب من أجل ملك، واستمرّت الأسيرات بالاحتفال بها على طريقتهنّ الخاصة خلال السنوات اللاحقة.

ولأن إدارة السجون تمنع إدخال الطحين إلى الأقسام، فإن الأسيرات يقمن بشراء “الكعكة” الجاهزة من “الكنتينا” ثم يقمن بتحسينها من خلال إضافة الكريما أو الشوكولاتة وما توفّر من مواد أخرى إليها، فتصبح جميلة ومذاقها جيّد بلمساتهنّ. 

تلك الكعكة الصغيرة تُدخل الفرحة إلى قلوبهنّ، خاصة مع غياب عائلاتهنّ، فقد كانوا لا يعرفون ما الهدية التي يُمكن أن تسُر خاطرهنّ، لكنهم اليوم يُريدون بشّدة لو أن بإمكانهم أن يُهدونهنّ “الحريّة” في ذكرى ميلادهنّ.