القدس المحتلة - قدس الإخبارية: أكد مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس، أن شرطة الاحتلال تُطالب محاكم الاحتلال باستصدار أمر بتجديد إغلاق “باب الرحمة”.
وأضاف مجلس الأوقاف في بيان له، اليوم الثلاثاء، وصل “قدس الإخبارية” نسخة عنه، أن شرطة الاحتلال عمدت إلى تصعيد نوعي صارخ بتحريكها لدعوى قضائية بالغة الخطورة قبل أيام قليلة تطالب فيها محاكم الاحتلال باستصدار أمر بتجديد إغلاق “باب الرحمة”؛ استناداً لأوامر قضائية سابقة خاصة بتقييد استعمال ما أسمته بـ”مكاتب لجنة التراث” الوهمية التي تتخذها شمّاعة واهية لتعلق عليها أطماعها ومخططاتها بحق مصلى “باب الرحمة”.
وأوضح أن الشاهد على ذلك، تحركات شرطة الاحتلال على أرض الواقع في محيط مصلى “باب الرحمة” وكامل المنطقة الشرقية، والاعتداء على جموع المصلين بالضرب والاعتقال والإبعاد، وذلك بتحقيق تواجد شرطي غير مسبوق في محاولة لفرض واقع جديد يمهد لأدوار أكثر خطورة في الأقصى.
كما أشار إلى تدخل شرطة الاحتلال السافر بمجمل مهام ووظائف دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون الـمسجد الأقصى وعرقلة عملهم من صيانة ومشاريع حيوية هامة وضرورية لصيانة المباني التاريخية، التي باتت تعاني من آثار التلف نتيجة لتقادم مشاريع صيانتها وحفظها وتأخير مشاريع الإعمار الخاصة بها.
إلى جانب سعي سلطات الاحتلال بإقحام نفسها في كل ما يتعلق بالمسجد من خلال نصب سقائل وأعمال صيانة مريبة للأسوار الخارجية للمسجد الأقصى من الجهة الغربية والجنوبية في رسالة تحد وغطرسة غير مسبوقة، الأمر الذي نعتبره اعتداءً صارخاً على جزء أصيل من أجزاء، بحسب البيان.
وفي رسالة للاحتلال، قال مجلس الأوقاف “إلى كل من تسول له نفسه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو التنكّر لحقوقنا في إدارة وصيانة مقدساتنا، نؤكّد له بأننا عقدنا العزم أن لا تُمسّ مقدساتنا، فهذا مصلى باب الرحمة كان وسيبقى جزءاً أصيلاً من الأقصى”.
كما أكد أنه “لا اعتبار ولا مكانة لأي قانون عابر وضعي كان من كان صاحبه ولن يملى عليه أي قرار أو حكم، فلا محاكم الاحتلال ذات اختصاص، ولا تشريعاته وقراراته محل اعتبار، وأن أي قرارت تصدرها هذه الدوائر لن تلزمنا بشيء، خاصة مع استنادها إلى تلك الحجج والأباطيل الواهية التي تقترب للخيال أكثر منها للواقع”.
وبيّنت أن ممارسات الاحتلال ضد المصلين والحراس هي دليل على نوايا الاحتلال بدفع المنطقة إلى شبح صراع مرير باختلاق أزمة جديدة لتحقيق مآرب وأهداف لن تمر ولن تحمل معها إلا مزيداً من الأسى والفوضى، محمّلاً الاحتلال وحده المسؤولية عمّا سيحصل.
وطالبت سلطات الاحتلال باحترام الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في الـمسجد الأقصى، كما دعت أبناء بيت الـمقدس وأكناف بيت الـمقدس إلى الرباط في المسجد الأقصى وإقامة العبادات والصلوات فيه.
يُشار إلى أن "باب الرحمة" تم فتحه من قبل فلسطينيين ورجال الدين والقوى الوطنية في القدس خلال شهر شباط من العام الماضي 2019 إثر قيام شرطة الاحتلال بوضع قفل حديدي وسلاسل على الباب الخارجي للدرج المؤدي للمبنى والمصلى، أعقب ذلك سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين من خلال الاعتقالات وقرارات الإبعاد والتحقيق بسبب رباطهم وتمسّكهم بوجوب فتح المصلى المغلق منذ 16 عاماً.