القدس - قدس الإخبارية: منذ سنوات طويلة، والتضييقات الإسرائيلية بحق رجال الدين مستمرة ومتواصلة بشكل متزايد، حتى طالتهم الانتهاكات من خلال اعتقالهم والاعتداء عليهم بالضرب والدّفع وإبعادهم عن المسجد الأقصى وهو مكان عملهم، ومنبر خطبهم التي تتحدّث عن القدس وأهلها ومعاناتهم في ظل الاحتلال.
الدكتور والشيخ إسماهيل نواهضة (73 عاماً) يخطب في المسجد الأقصى المبارك منذ نحو 35 عامًا، تعرّض فيها للعديد من المضايقات الإسرائيلية وكان يُمنع من دخول المسجد الأقصى لفترات متباينة، إلى جانب إبعاده عن القدس.
يقول الشيخ نواهضة في حديث لـ”قدس الإخبارية” إنه قبل نحو شهرين تم اعتقاله من قبل شرطة الاحتلال واستجوابه في مركز “المسكوبية” غرب مدينة القدس، على خلفية “التحريض” حيث تم التحقيق معه حول إحدى خطبه التي ألقاها في المسجد الأقصى، قائلاً: “ناقشوني فيها .. جملة .. جملة”.
كانت الخطبة تتحدّث عن القدس وتهويدها ومعاناة أهلها، وكذلك عن الهدم والاقتحامات وانتهاكات المسجد الأقصى، حيث تعوّدنا أن يتحدث الشيخ نواهضة في الخطبة الأولى عن أمور دينية والثانية في أمور تتعلّق بفلسطين والقدس في ظل الاحتلال.
ويُضيف أنه تم الإفراج عنه في حينها شرط إبعاده عن المسجد الأقصى لمدّة 11 يوماً، وبالفعل حصل ذلك، وعاد وخطب في المسجد الأقصى، لكنّه تفاجأ بعدها (قبل نحو شهر) حينما حاول دخول القدس عبر حاجز قلنديا العسكري شمالي المدينة الشهر الماضي، فمنعه الجنود من المرور بحجة “الحظر الأمني”.
ويبين الشيخ نواهضة الذي يخطب في المسجد الأقصى منذ عام 1984، وهو من سكان مدينة رام الله، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن يتدخّل أبداً في خطب المسجد الأقصى رغم أن المواضيع مشابهة، ويقول: “في الآونة الأخيرة أصبح يتضايق من كل كلمة، سواء عن التهويد أو هدم المباني أو الاستيطان أو الهجمة على أهالي العيساوية وسلوان واقتحامات المسجد الأقصى وغيرها، معتبراً بأن الخطب تقع ضمن التحريض على الاحتلال”.
يتابع محامي دائرة الأوقاف الإسلامية قضية منع الشيخ نواهضة من دخول المدينة، و”الحظر الأمني” الذي فُرض عليه دون معرفة الأسباب الحقيقة لذلك.
الشيخ نواهضة مُنع قبل عشر سنوات من دخول القدس والمسجد الأقصى لمدة عامين وتلك كانت أطول فترة إبعاد بالنسبة له، أما قبل نحو ثلاث سنوات تم إبعاده لعدّة شهور.