سلفيت - خاص قُدس الإخبارية: أثارت قضية الاعتداء الذي تعرض له المهندس عمر ريان، من بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت، من قبل عدة شبان أمام شقته في مدينة نابلس، استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
عائلة عمر أوضحت "لـقُدس الإخبارية"، أن نجلها يسكن في شقة بشارع تل بمنطقة المخفية بمدينة نابلس، حيث أن العمارة التي يسكنها لا زالت قيد التجهيز، وقد شكل سكانها لجنة لمتابعة قضاياها مع المالك، وتم اختياره ليكون ضمن أعضاء اللجنة.
ويبين شقيقه يوسف ريان نقلاً عن زوجته التي كانت شاهدة على الحدث، أن "في العمارة عائلة كانت قد أثارت عدة مشاكل مع الجيران، وقد كتبت عائلات العمارة عريضة تطالب فيها بطرد العائلة، لكن عمر رفض لأن الشتاء قد حل وخاف على أطفالها من التشرد في البرد".
وأضاف: "قبل الحادث كانت هذه العائلة قد أخذت مفتاح الخزانة الكهربائية الخاصة بعمر، بعد أن أضاعت مفتاحها، وعندما احتاج عمر أن يشحن بطاقة الكهرباء لشقته، طلب المفتاح منهم، لكنهم قالوا أنهم أضاعوه".
وقال يوسف، إنه "في يوم الحادث زار عمر أنسباؤه وقد انقطع التيار الكهربائي خلال وجودهم عنده، فاتصل منفعلاً بالعائلة ليسألهم عن المفتاح، وبعد أن وصلت السيدة التي حدثت المشكلة معها، بدأت بالصراخ عليه وتوجيه الإهانات له وهو منفعل ويسأل عن المفتاح".
ويضيف: "بعد فترة قصيرة سمع عمر صوت طرقات على باب شقته، فتوجه ليفتح الباب فوجد 5 شبان يحملون سكاكين يقفون بجانب السيدة ووالدتها، فسأله الشبان إن كان عمر ريان، وبدأوا بضربه وهو يحاول الدفاع عن نفسه".
ويبين ريان "لقُدس الإخبارية"، أن "والدة زوجة عمر حاولت أن تسحبه من بينهم لكن دون جدوى، حيث كانوا يحاولون جره إلى داخل شقة السيدة من أجل أن يثبتوا عليه تهمة أنه اقتحم بيتها، الأمر الذي تبنه له عمر وبقي ثابتاً".
وأضاف: "أمام رفض عمر الدخول إلى شقة السيدة، ضربه أحد الشبان بسكينة في رقبته لكنه بقي متماسكا والدم ينزف منه حتى سحبته حماته إلى شقته، وقد تعرض والدة زوجته وعمها للضرب أيضاً، وهم يعانيان من مرض السكري والضغط".
"وبعد الضربة التي تلقها عمر بقي واعياً وحماته تقرأ له القران وتحاول أن تحبس الدم، حتى أدخلوه إلى مركبة الإسعاف وهناك تيقن أنه سيموت فنطق بالشهادتين وأغمي عليه"، يقول شقيقه.
عمر الذي يرقد حالياً في المستشفى العربي التخصصي، "نجى بأعجوبة"، كما تؤكد عائلته، حيث تم تزويده بالكثير من وحدات الدم للسيطرة على النزيف الذي حدث معه بعد طعنه برقبته، "وقدر الله أن يكون طبيب الأوعية الدموية لم يغادر المستشفى بعد انتهاء دوامه لكي يشرف على عمليته"، يقول شقيقه.
عائلة ريان "رفضت منذ بداية الحادثة أن تتوجه للحلول العشائرية وما يسمى بفورة الدم، وأرادت أن تأخذ حقها بالقانون".
يقول شقيقه: "نحن نريد محاسبة الجناة قانونياً، ونريد حق عمر عن طريق الشرطة والمحاكم، وليس عن طريق فنجان قهوة، لكي نمنع تكرار هذه الجريمة خاصة أن عدد من الشبان الذين تورطوا بالاعتداء عليهم لهم أسبقيات وأحدهم قضى سابقاً عاماً في السجن".
من جانبها، أعلنت الشرطة يوم أمس، عن 6 مشتبهين في قضية الاعتداء على ريان، بينهم سيدة، وباشرات إجراءات التحقيق معهم.
وكانت زوجته حور قادري قد نشرت على صفحتها في "الفيسبوك"، منشوراً تتحدث فيه حول ما تعرض له عمر، "الرئيس ومحافظِي نابلس وسلفيت والأجهزة الأمنية على محاكمة الجناة الذين اعتدوا عليه".
ويبين يوسف ريان، "بعد منشور زوجة عمر أصدر محافظ سلفيت عبد الله كميل، أوامره باعتقال الجناة وتحويلهم للمحاكمة".
بيان للعائلة المتهمة بالاعتداء
في سياقٍ آخر، أصدرت عائلة المعتدين بيانًا قالت فيه إنها تتمنى الشفاء للدكتور عمر ريان، لكنها مضطرة لتوضيح سياقات الحدث، نافية أن يكون الأمر مقصودًا.
وأضافت العائلة في بيانها، أن جارة ريان لم تكن في المنزل حين طالب عمر بالمفتاح، وانتظرها في كراج العمارة وبدأ بكيل الشتائم عليها ومهاجمتها، حتى تدخل أفراد من عائلتها للرد عليه، وهم أخوها ونجله وابن اختها، وهم ممن يشهد لهم بالخُلق. وفقًا للبيان.
وتابعت، أن الضربة التي تلقاها الدكتور عمر ريان في رقبته، كانت عن طريق الخطأ، وأن ابنتهم بريئة مما ينسب إليها من تحريض على قتله