شبكة قدس الإخبارية

“مونتي كارلو” .. تعزف ألحانها للمرضى فتخفّف أوجاعهم

2
فاطمة محمد أبو سبيتان

لبنان - خاص بقدس الإخبارية : وقفوا أمام الباب يلبسون قبّعات “بابا نويل”، ويعزفون ويغنّون “غسّل وجهك يا قمر”،  وكان في الخلف طفل صغير ينظر إليهم من الزجاج، غير قادر على الخروج، ولا هم يقدرون على الدخول إليه، لأن “السرطان” منعهم من ذلك.

يتنقّلون ما بين غرفة وأخرى، يحملون معهم أدواتهم الموسيقية البسيطة، يُسعدون بعزفهم وموسيقاهم مرضى أنهكهم الوجع، فكانوا بحاجة إلى دقائق حُبّ وفرحٍ ورقص وغناء يتناسون بها وجع “الكيماوي” وغيره.

سبعة شبّان في الثلاثينيات من أعمارهم، جمعتهم الصداقة والموسيقى، كلٌّ وجد نفسه في آلته التي ينسج ألحانه عليها، يُطربُ بها السامع في جميع أماكن تواجدهم سواء في الشارع أو في المشافي.

يقول أشرف الشولي وهو فلسطيني من مخيم الرشيدية جنوب لبنان أنه انتقل للعيش في بيروت حيث عمل في الموسيقى، ثم جمعته الحياة هناك مع موسيقيين أصبحوا أصدقاء، ليقرّروا بعدها إنشاء فرقة صغيرة عام 2011 أطلقوا عليها اسم “مونتي كارلو”.

ويضيف لـ”قدس الإخبارية” أن جميع أعضاء الفرقة من بلاد الشام، فهو فلسطيني ويعزف على العود، ورامي الجندي سوري وهو عازف “إيقاع”، أما البقية فهم من لبنان؛ سماح أبي المنى (أكورديون)، زهر حمادة (جيتار)، أيمن شرف الدين (إيقاع)، بهاء ضو (إيقاع)، وجورج الشيخ (ناي).  

عملت فرقة “مانتي كارلو” مع كافة شرائح المجتمع وفئاته العمرية، من أطفال وشبان وكبار في السن، فهم يغنّون تلك الأغاني القديمة الجميلة “أغاني بلاد الشام” كما يسميها الشولي، أو أغانيهم الخاصّة التي كتبوها ولحّنوها بأنفسهم.

خلال الأيام الماضية قامت الفرقة بزيارة إحدى المشافي في لبنان مع بدء الأعياد الميلادية، بالتعاون مع جمعية Ties AUBMC المُبادرة لتلك النفحات الإنسانية على الدّوام، وبدأت بعزف الموسيقى للمرضى، فانتشر مقطع فيديو عبر السوشال ميديا لطفل مريض بالسرطان وهو خلف باب الغرفة التي يخضع للعلاج فيها، حيث كانوا يغنّون له أغنية طفولتنا “غسّل وجهك يا قمر، بالصابونة والحجر”، وهو يغنّي معهم وابتسامته لم تفارقه أبداً.

جمعية Ties AUBMC تقوم بمبادرات تدعو من خلالها عدداً من الفنانين والفرق الموسيقية للتعاون معها ومساعدة المرضى على تخطّي الألم من خلال النشاطات والفعاليات التي من شأنها إضفاء المُتعة والمرح التي يحاول المرض أن يسرقها من الناس في المشافي. 

تقدّم الفرقة عروضها أيضًا في الشارع وعلى المسارح بالتعاون مع عدّة جميعات خاصة تلك التي تُعني بشؤون الطفل، كما يعلّمون الأطفال الموسيقى والعزف، وينظّمون حفلاتهم في معظم أرجاء لبنان.

دراسات عديدة كشفت أن الاستماع إلى الموسيقى يخفّف من الآلام البدنية التي يشعر بها الإنسان، بحسب ما قاله الشولي، ويُضيف لـ”قدس الإخبارية” أن المرضى “يتفاعلون بشكل ممتاز معنا في الوقت الذي نكون نحترق فيه من داخلنا حزنًا وألمًا عليهم، لكننّا نرسم ابتسامةً على وجوههم على أمل أن يُحسّن ذلك من حالتهم المرضيّة”.