غزة – قدس الإخبارية: حذرت جامعة الأزهر بغزة، اليوم الخميس، من أن شبح الإفلاس بات يهدد الجامعة وينذر بإعلاقها في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بها وتجعلها غير قادرة على تغطية العجز المالي الحاصل.
وأضافت الجامعة في بيان صحافي صادر عنها: "لقد استمرت إدارة الجامعة في تقديم خدماتها للطلبة والمجتمع؛ رغم أنها تعاني من أزمة مالية موروثة ومتراكمة ومتدحرجة على نحو جعل العجز المالي في الجامعة يزيد عن 33 مليون دينار أردني، وتم اللجوء إلى استخدام صندوق الادخار ومكافئة نهاية الخدمة لمواجهة الأزمة خلال الاعوام الماضية؛ إلى أن أًفرغ الصندوق تماماً، أي أن الجامعة حاولت أن تعالج المسألة على حساب العاملين والمتقاعدين دون المساس بالطلبة تقديراً ظروفهم".
وأشارت إلى أنها وقبل الانقسام كانت تتلقى مساعدات سنوية من البنك الدولي بواسطة وزارة التربية والتعليم، إضافة للمنح الدراسية المباشرة للطلبة كالمنحة السعودية التي غطت رسوم الطلبة لسنوات وغيرها، ولكن هذه الأمور قد توقفت منذ ما يزيد عن عشر سنوات، مما اضطر الجامعة للاستدانة مرات كثيرة لتغطية نفقاتها التشغيلية.
وأردفت: "الجامعة تحملت أعباءً فوق قدرتها للوقوف مع أبنائها الطلبة، واستنفذت كل امكانياتها المادية وهي تصطف بجانبهم وتناصرهم، وتحمل عاملوها بكل شجاعة ومسؤولية تردي ظروفهم المادية لسنوات؛ نظير اصرارهم على بقاء أبواب الجامعة مفتوحة في وجه أبنائنا الطلبة، لكن الأمر وصل الآن لمسألة تتجاوز رواتب العاملين إلى واقع ستعجز فيه الجامعة عن تشغيل معاملها ومختبراتها وعياداتها وقاعات التدريس فيها، الأمر الذي سيؤثر أيضا على جودة عملية التعليم ومخرجات الجامعة التي نعتبرها خطاً أحمر".
وبررت الجامعة إجراءاتها الأخيرة بأنه ليست بدعة أو تعسف أو افتراء على أبنائها الطلبة، فالجامعة تعتمد على الرسوم الدراسية باعتبارها مصدر الدخل الوحيد للجامعة، وقد أدى استنكاف الطلبة عن تسديد رسوم الدراسة لعدة سنوات؛ إلى تراكم الرسوم المستحقة عليهم والتي تبلغ ثمانية ملايين دينار أردني عن الفصول السابقة، بينما بلغت الرسوم الدراسية المستحقة وغير المحصلة على الطلبة هذا الفصل الدراسي (الأول 2019-2020) حوالي مليون ونصف دينار.
وتابعت: "الجامعة لا تتلقى أية مساعدات مالية من أي جهة، وتناضل بمفردها لتحقق التوازن المستحيل بين ضرورة مواصلة مسيرتها مع ما يستوجبه ذلك من نفقات مالية تشغيلية ضخمة تتجاوز المليون دينار شهرياً، وبين الحرص على مساندة الطلبة المتعففين ومراعاة الظروف الاقتصادية لقطاع غزة ولأولياء الأمور".
وأشارت إلى أنه في الفصل الدراسي الواحد يعفى ما بين 3500-4000 من الطلبة، ويتراوح مبلغ هذه الإعفاءات ما بين 800-850 ألف دينار أردني، بالإضافة إلى تقديم منح من خلال جهود الجامعة مع المؤسسات المحلية والعربية والدولية تستهدف ما يزيد عن 911 من الطلبة، وأدرجت الجامعة أيضا نحو 550 من الطلبة الأشد فقراَ لاستكمال دراستهم بدون مطالبتهم الان بأية التزامات مالية.
ودعت إدارة الجامعة الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية بالتدخل العاجل لإنقاذ جامعة الأزهر-غزة من أزمتها المالية الخانقة وشبح الاغلاق والافلاس، وإصدار تعليماتهم لصرف المخصصات المستحقة للجامعة من التعليم العالي.