عزيزي الدكتور غسان الخطيب.. لست أدري إن كنت على إطلاع جيد لما يحدث في الجامعة وخلال فترة زمنية وافية، فقد أصبت حين قلت "أن الأزمة تتجاوز قدرة طاولة الحوار"، ولكن ما أغفلته هو أن طاولة الحوار لم تكن حاضرة أساساً، فنحن ندرك أن "الحوار" مع الإدارة قائم وبشكل رئيسي على علاقات القوى والهيمنة، فلا تملك الحركة الطلابية من الحوار سوى مضغ الماء أمام جهابذة من المتحدثين الحذقين، فأخبرني يا دكتور ما معنى لطاولة حوار تستطيع الإدارة بعدها أن تتنصل من الاتفاقات التي عقدت عليها! وهذا ما حصل مع عدد من الانجازات التي حققتها الحركة الطلابية.
وأي حوار يكون بعد وقف الأنشطة الطلابية لإجبار الحركة الطلابية على توقيع ميثاق! ما هي طاولة الحوار التي تدعونا لها الإدارة بعد إصدارها القرارات! فإذا كنا كطلبة مكوناً رئيسياً في هذه الجامعة فلماذا تصدر جميع هذه القرارات بعيداً عن هذا المكون، بل واسوأ من ذلك، على حساب هذا المكون، فأي حل لما يسمى الأزمة المالية يكون على حساب جيوبنا كطلبة، وأي حل لضغوطات المانحين يكون على حساب تأييد الحركات الطلابية للمقاومة والعمل الوطني.
كما أنك تشير إلى مطلب واحد "غير قانوني، فجّر الأزمة" باعتبار أن اعتصامنا يدور حول ما تسميه العسكرة وما نسميه نحن تأكيداً على خيار المقاومة وهذا أمر مفروغ منه ومحسوم به من قبلنا.
أما خطوة الاعتصام فهي انفجار كان دينامينته سياسات إدارة الجامعة في كسر الحركة الطلابية ومجلس الطلبة الدرع الحامي للطلبة والتي كان آخرها الاخلاءات ووقف الأنشطة، وهو ما جعلنا نؤمن أن مطالبنا اليوم لا يمكن حلها عبر الحوار الزائف، فنحن لسنا على استعداد لأن نكرر فشل كل الحوارات أو نجاحها وثم تنصل الإدارة منها، فهذه المطالب والتي اتفقنا عليها منذ أشهر، هي حقوق يجب تحصيلها ولذا جاءت خطوة الاعتصام بعد بيان زيف طاولة الحوار.
مؤسفٌ يا دكتور أن تعتبر أن الحركة الطلابية تقوم بتعويض النقص عن أحزابها، فلا يخفى على أحد أن الحركات الطلابية هي من أسست هذه الأحزاب في أرض الوطن، وهذه الحركة الطلابية تتجاوز اليوم الواقع السياسي والانقسام، في حركة مطلبية وحدوية تشهدها جامعة بيرزيت.
وإذا كنت تدعي أننا استبدلنا المضمون الوطني بالزي الوطني، فنحن نؤكد أن الإدارة اختارت الطريق الأسهل أمام ضغط الدول والمانحين، فاستبدلت بناء خطاب وطني يفضح العسكرة الحقيقية لجامعات العدو وتطوير الجامعات للأسلحة ووسائل الحرب علينا، والجدال في كل المحافل بأن ما نسميه ليس عسكرة وأن العكسرة هي ما يقوم به العدو في جامعاته، والتي يقوم بها بحق زملاءنا وزميلاتنا في السجون وآخرها التحقيق العسكري الذي تعرضت له زميلتنا ميس أبو غوش. إدارة الجامعة استبدلت أن تخوض معركة اعلامية وأكاديمية مع الاحتلال بمعركة مع نشاطات الطلبة.
إن إدارة الجامعة مطالبة اليوم في القيام بدورها الأكاديمي الوطني أمام الضغط الدولي، ومطالبة بأن ترد على مطالبنا بدلاً عن تخمين أن مطالبنا هي "العسكرة".
إن "إغلاق الجامعة" هو خيارنا الأمثل لفتح حوار حقيقي حول ما هي بيرزيت التي نطمح لها في الشق النقابي والوطني، ونؤكد أن أبواب الجامعة تنتظر قدوم إدارة الجامعة لطاولة الحوار التي ستكون هذه المرة طاولة حوار حقيقية.