واشنطن- قُدس الإخبارية: كشفت صحيفة أميركية، عن محاولات "إسرائيل" لتطوير علاقات مع الدول العربية، التي تربطها علاقات دبلوماسية رسمية معها، وذلك عبر استخدام بالدبلوماسية الرقمية.
وذكرت "واشنطن بوست"، في تقرير لمراسلتها "روث إغلاش"، أن مشرفة منصات التواصل الاجتماعي بوزارة خارجية الاحتلال، تدعى "ليندا منوحين"، تتواصل بشكلٍ يومي مع مواطنين بالدول العربية لربطهم بمدرسي اللغة العبرية وتقدم لهم معلومات عن "‘إسرائيل" والديانة اليهودية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "عندما فرت منوحين من بغداد إلى القدس، لم تكن تتخيل أبدًا أنها بعد 40 عاما ستقود الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية الرئيسية ،الموجهة نحو بلد ميلادها والعالم العربي الأوسع"، مضيفة "لقد أصبحت منوحين، الإسرائيلية العراقية الأصل، سفيرة لبلادها الجديدة بشكل أو بآخر، ولكن من خلال المواقع الرقمية".
وفي التفاصيل، فإنّ "منوحين" تؤدي عملها من خلال التفاعل اليومي مع سكان الدول العربية، وتقول إنها تسعى لإظهار "القيم المشتركة التي نتشاركها والتشابه فيما بيننا".
وتعتبر "منوحين"، في وزارة الخارجية، جزءًا من فريق مكون من عشرة أعضاء ينتجون محتوى باللغة العربية لصفحتين على موقع فيسبوك، إضافة إلى حسابات على موقع تويتر وإنستغرام وقناة على موقع يوتيوب.
وبحسب التقرير، فإن هذه المنصات تستقطب بشكل عام نحو عشرة ملايين من المشاهدين والمتابعين من جميع أنحاء المنطقة كل أسبوع، وأن العديد من مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها أصبحت تنتشر مثل النار في الهشيم.
وتشير الصحيفة إلى أن دائرة الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية -وهي ثاني أكبر قسم في وزارة خارجية الاحتلال- تتحاشى الخوض في السياسة والقضية الشائكة المتمثلة في احتلال "إسرائيل" المستمر للأرض الفلسطينية، بينما تروج للحياة والثقافة الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، فإنّ منوحين التي قامت بتهريب نفسها خارج العراق، عندما كانت في العشرين من عمرها، والتي اختُطف والدها في وقت لاحق على الأرجح وعلى أيدي السلطات العراقية، فإن خطوط الاتصال الجديدة مع العالم العربي ليست أقل من "زلزال".
وتقول منوحين "أتذكر عندما نشأت في العراق، كان ينظر إلى إسرائيل بصفتها دولة صغيرة دون شرعية، وكان الناس يقولون إن إسرائيل ستنتهي وإنه سيتم إلقاء اليهود في البحر".
وتختم الصحيفة بقول منوحين "أنا سعيدة بأن أرى أن هناك اعترافًا متزايدًا بـ-إسرائيل- في العالم العربي، وفي نهاية اليوم، فأنت لا تنظر إلى الحصاد الذي تجنيه ولكن إلى البذور التي تزرعها، ونحن نزرع البذور، وأنا متأكدة من أن هذه البذور سوف تنمو".
التواصل الرقمي سياسة ممنهجة
ووفقًا للتقرير، فإن "إسرائيل" ورغم أنها وقعت معاهدات سلام مع كل من الأردن ومصر، فإن التفاعل بين سكانها ومواطني هذه البلدان يّعد نادرًا جدًا، لكن وبالرغم من ذلك، فإنّ المصالح الإقليمية المتغيرة -بما فيه الاهتمام المشترك بنفوذ إيران المتنامي في الشرق الأوسط- قد أزالت بعض الحواجز.
كما شهدت السنوات الأخيرة موجة من المشاركات الرفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لسلطنة عمان، وإنشاء معابد يهودية في دبي وأبو ظبي، ومشاركة إسرائيليين في مناسبات تجارية ورياضية تستضيفها دول عربية.
ويعتبر ظهور حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والمبادرات الفردية، هي جزء من هذا الاتجاه، وأن هذه الوسائل لفتت انتباه الملايين في المنطقة الأوسع الذين يشعرون بالغضب تجاه "إسرائيل" ولكنهم فضوليون تجاهها.
وتنسب الصحيفة إلى وزير خارجية الاحتلال يسرائيل "كاتس" قوله، إن "هذه طريقة أخرى لإسرائيل للتفاعل مع العالمين العربي والإسلامي"، مشيرة إلى زيارته إلى أبو ظبي في يوليو/تموز الماضي ودفعه بمشروع خط سكة حديد إقليمي يربط دول الخليج بموانئ "إسرائيل" على البحر المتوسط.
كما صرّح مدير مركز "موشيه ديان" للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب، "عوزي رابي"، بأن المنطقة في "مرحلة انتقالية"، بما في ذلك "شريحة متزايدة من الشباب العربي الذين لم يعودوا يخشون التحدث إلى الإسرائيليين"، مضيفًا: "حوالي 60% من سكان الشرق الأوسط هم في سن أقل من ثلاثين عامًا، وأنهم أكثر فضولا من آبائهم إزاء العالم الخارجي".
ويقول الحاخام الحنان ميلر الذي يدير صفحة فيسبوك وقناة يوتيوب حول اليهودية، "لقد انقرض اليهود في العالم العربي، ولم يعد للناس جيران أو أصدقاء يهود يستطيعون طرح الأسئلة، ولذا فيجب أن تحدث هذه العلاقة على وسائل التواصل الاجتماعي".
المصدر: واشنطن بوست، الجزيرة، وكالات، بتصرف.