شبكة قدس الإخبارية

مهند صليبي... أول مظلي فلسطيني حلّق فوق "عكا المحتلة"

received_452738645388307

بيت لحم المحتلة- خاص قدس الإخبارية: "أعشقُ ما يحفزّ إفراز الأدرينالين في جسمي"، كانت الجملة الأولى التي تحدث بها المظلي الفلسطيني مهند إلياس صليبي من مدينة بيت لحم المحتلة، حول حلمه الذي أصبح حقيقة.

ويعدّ الشاب صليبي، (30 عامًا) أول مظلي فلسطيني يمارس هذه الرياضة في الأراضي المحتلة، وهو الوحيد الذي يقيم في فلسطين، خاصة وأن هناك مظليون آخرون يقيمون في دبي وأماكن أخرى من العالم، وبدأ بممارستها قبل نحو 3 أعوام.

ودرس صليبي، الهندسة المدنية، لكنه قرر في لحظة حماسية، أن يتبع شغفه، خاصة وأنه عاشق للمغامرات وكل ما قال إنه "يحفز الادرنالين"، فهو منذ صغره يهتم بكل ما يتعلق بالطيران.

ويقول مهند في حواره مع لـ"قدس الإخبارية"، بدأت القفز المظلي في نهاية 2016 تقريبًا، وكنت الفلسطيني الوحيد فيها وما زلت، حين قررت في البداية أن أتبع شغفي للمغامرات، وأبحث فيما يسأل عنه فضولي. 

وفي التفاصيل، أوضح صليبي: "كان لدي فضول لمعرفة ماذا يوجد في السماء، أشاهد أفلامًا عن الطيران لساعات طويلة، وأدقق كيف يكون الإقلاع والهبوط، قرأتُ الكثير عن الفضاء ورواد الفضاء، وطبقات الجو وعلومها".

ويتابع: "تحمستُ جدًا للقفز المظلي، وبدأت بخطوات عملية، قفزت لأوّل مرّة من  طائرة وأنا في الجامعة، حينها عملت لعدة شهور كي أجمع ثمن القفز مع مرافق، وذلك خلال الإجازة الصيفية"، مضيفًا: "كان القفز شعورًا لا يوصف، إحساس بالحرية والطيران".

وبدأت أحلام مهند تتسع، بعدما جذبته حرية السماء، وقرر بعدها البحث عن الأماكن التي يمكنه من خلالها ممارسة هذه الرياضة، وكانت متوفرة في موسكو روسيا، فقرر بدأ التدريب فيها للحصول على رخصة تمكنه من القفز المظلي بدون مرافق، وكان له ذلك".

"إلى أين وصل مهند الآن؟"، يجيب: "حصلتُ على الرخصة الدولية للقفز المظلي بلا مرافق، ولدي مجموعة كبيرة من الأصدقاء في هذا المجال، من مظليين عرب وأجانب، بعضهم يحمل أرقامًا قياسية، وذلك إلى جانب خوض مسابقة ألعاب الدارجات النارية، ورخصة الغوص البحري".

وحول التحديات والصعوبات التي واجهته، لفت إلى أن عدم توفر منطقة للقفز في فلسطين كان أبرزها، لأسباب عدة، تتمثل بعدم توفر مطارات أو ملاحة جوية فلسطينية، كما أن القفز في بلادنا للقوات العسكرية فقط، وهناك اختلاف بين القفز العسكري والمدني، إضافة إلى كون هذه الرياضة مكلفة جدًا".

وفيما يتعلق بإجراءات السلامة لهذه الرياضة، أشار إلى أن القفز المظلي رياضة خطرة، ويوجد مظلة احتياطية تفتح في حال فشلت المظلة الرئيسية"، منوهًا إلى أنه بالتدريب النظري والعملي، يبدأ المظلي بالتأقلم مع إجراءات الحوادث.

وتابع بقوله: "في كل مرة يتم القفز فيها نتعلم شيئًا جديدًا، ومع كلّ قفزة، يعتاد العقل والجسم، على التعامل مع الحوادث أو الأخطاء"، مضيفًا "المهم أن لا يعتقد الإنسان أنه يعرف كلّ شيء، وأن لا يتجاوز حدود الثقة والتسرع، لأن الخطأ فيها مكلف جدًا".

الساحل الفلسطيني كان حلمًا

ويعتبر المظلي الفلسطيني، أن ذاكرته تحتفظ بالكثير من المشاهد من علو، لكن أبرزها وأجملها على الإطلاق هو رؤيته للساحل الفلسطيني، فقال: "أفضل تجاربي كانت القفز فوق مدينة عكا، ورؤية الساحل الفلسطيني من رأس الناقوة حتى حيفا من الجو، لقد كان حلمًا".

أما الشعور الأول، فوصفه قائلًا: "لمّا فتحت المظلة لأول مرة في حياتي، كان شعورًا جميلًا، أنّي تمكنت من فتح المظلة الاحتياطية، وشعرتُ بعدها بالهدوء والسكينة وأنا مُعلق في مظلة، على ارتفاع آلاف الكيلومترات عن الأرض".

ويطمح صليبي، أن يحلق في الجو مع العلم الفلسطيني، للفت النظر إلى هذه الرياضة في فلسطين، إضافة إلى أن حلمه يتمثل في القفز في جميع قارات العالم، خاصة في أعلى نقطة  فيه "جبل افرست"، وفي أخفض نقطة فيه "البحر الميت".

وعن أمنياته التي يسعى لتحقيقها، أوضح أنه يتمنى أن يصبح مدربًا للقفز المظلي، وأن يكون هناك مركز تدريب في فلسطين للقفز المظلي، بالرغم من صعوبة ذلك بسبب عدم توفر أجواء جوية لفلسطين، لكن من الممكن كبداية توفير طيران داخلي يسمى "indoor tunnel"، وتقديم الأساسيات النظرية في فلسطين، وممارسة القفز في مدن أخرى قريبة ومتاحة.

ودعا مهند، أن تتبنى جهة حكومية هذه الرياضة، لاستثمار مواهب الشباب الفلسطيني، لرفع راية الوطن في جميع المحافل، مبديًا استعداده "لتقديم خبرته وتدريباته في هذه الرياضة للشباب الفلسطيني".

وعن سؤاله كيف يمكن توظيف "الأحلام الشخصية في الحياة العملية"، أجاب صليبي: "رياضة القفز تشبه الهندسة، ففي الهندسة نرى الخرائط مرسومة من أعلى، ولكي نفهم الأشياء يجب أن نشاهدها من نقطة مختلفة، من الأعلى، أو من الجو"، مستدركًا: "الرياضة علمتني الثقة بالنفس، والصبر، وعدم التسرع لأن أي خطأ صغير، قد ينتهي بالموت".