شبكة قدس الإخبارية

عملية سراب انتهى الأمر وأنجزت القسام المهمة

79255710_2909718439060785_2610764693429551104_n
رامي أبو زبيدة

حمل الفلم الوثائقي لعملية سراب معطيات تكشف فشل العدو الإسرائيلي في اختراق المقاومة ومنع تعاظم قوة وقدرات القسام، وتحديداً القوة الصاروخية للمقاومة، الذي من شأنها تغيير المعادلات وتثبيت معادلة الردع، استطاعت القسام ان تنهى الأمر وتنجز المهمة، والنتيجة هي إعلان فشل استراتيجية المنع وما تسميه (إسرائيل) «المعركة بين الحروب».

من بعد صفعة حد السيف تأتي صفعة سراب للقيادة العسكرية الصهيونية، التي عليها الان أن تخوض حرباً من نوع آخر تحت عنوان «من المسؤول عن الفشل؟». مؤكد أن القلق وهاجس الفشل الذي أصبح ملازم للمنظومة الاستخبارية الصهيونية، سيترك أثره البالغ في تل أبيب التي كانت حتى وقت قريب تركز على نجاحات، مقابل الصمت عن إخفاقاتها، وستظهر للعلن الخلافات بين مختلف الجهات والمستويات، السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية، وكل جهة مشاركة ستبذل جهوداً لإلقاء المسؤولية على الأخرى.

عملية سراب بنيت على اساس المكر والحيلة والخدعة والفطنة للخديعة المضادة، عبر التجنيد العكسي والاستفادة منه في تمرير معلومات مغلوطة الى العدو وارباك معلوماته، فالصراع الاستخباري هو صراع الاذكياء الذين يعملون بشكل دقيق على ايهام العقول ودفعها إلى الخطأ في التقييم والاستنتاج، وكشف نقاط ضعف العدو واسراره، وكذلك بكشف مخططات العدو وافشالها ومنعه من مباغتة ومفاجأة المقاومة، عملية سراب يمكن تلخيص دلالاتها بالنقاط التالية:

  • تعد العمليات السرية من صلب العمل الاستخباري، فالحصول على المعلومات عن العدو لا يتم دون العمليات التي تتم من خلالها كافة النشاطات والاعمال التي تسهل عملية جمع المعلومات، فالعمل الاستخباري عمل محفوف بالمخاطر لاسيما بشقه الميداني.
  • قدرة استخبارات المقاومة على مراقبة خلايا الاحتلال وجمع الادلة المطلوبة لمواجهة المتخابر بالأدلة الدامغة التي تشل عنده اية مناورة، وان هذا المراقبة تتخللها أدلة قوية (اتصالات، صور، تسجيل مكالمات، سفر، متابعة، مطاردة، مراقبة، تقصّي) وحينها ستصبح مهمة تجنيده ممكنة.
  • استخبارات المقاومة اصبحت ذات علم واطلاع عن العدو فتستعد على اساس معرفي، ومن هنا يبقى اهم واجب الاستخبارات هي الانذار المسبق لمنع المباغتة وهي ما تعمل عليه على مدار الساعة.
  • المقاومة اثبتت قدرتها على تفكيك شبكات العدو والقيام بالتجنيد العكسي المزدوج واستفادت من ذلك من خلال انتزع دوافع واهداف العدو من التجنيد وتحويل ذلك لصالحها
  • التجنيد العكسي ليس تجنيداً عادياً بل هو تقدم بخطوة على العدو والسيطرة على ادواره من خلال ضخ معلومات زائفة له وحرب نفسية وحرب ناعمة والكشف عن تفكير العدو واهتماماته وماذا يخطط
  • ان معرفة العدو واسلوب تفكيره وحتى نظامه السياسي والجغرافيا وقوته ودراستها وتحليلها بشكل دقيق يجعل مواجهته والتغلب عليه قابله للتحقق بشكل أفضل، لذا فإن الدوائر الاستخبارية تسعى لبناء مراكز تحليل وتجزئة واستنتاج وتركيب وتدوير وتقرير المعلومات المتحصلة.
  • التجنيد المزدوج او العكسي من أكثر انواع التجنيد احترافاً، حيث ان معرفة عيون العدو وكشفها وتجنيدها، هو أكبر وأكثر فائدة من اعتقالهم، فحينها سيأخذ العدو حذره ويرسل بديلاً غير معروف وأكثر حذراً، ولا شك فإنّ التجنيد المزدوج بكل اشكاله هو عمل فني احترافي ومؤشر على الاحتراف الاستخباري للقسام.
  • بناء ومراكمة قوة المقــــاومة يُحمل استخبارات المقـــاومة ثلاث مهام اساسية، الاولى متابعة العدو في حالة الهدوء والحرب لمعرفة خططه ونواياه وبناء قواته، والثانية ان تعطي تصورات للقيادة عما تحتاجه المقــــاومة من وسائل وقدرة تتفوق بها على العدو لتحقيق نوع من التوازن، والمهمة الثالثة هو العمل على ان تشوش على العدو المعلومات الخاصة ببناء القوة لديها لغرض ايهامه واخفاء او تضخيم الحقائق لديه.
  • من اولويات عمل الاستخبارات، درء الخطر عن المقاومة وقدراتها باعتبارها المطمع الاول للعدو، وهدفه الاول للاختراق، ومع تطور قدرات المقاومة وتشعبها وعملها بتماس مع العدو، كان لا بد من تحصينها لما تحتويه من اسرار واسلحة، يتوجب معها سد كافة الثغرات المحتملة على الدوائر الامنية المهمة، هذه المعادلة تسعى المقاومة من خلالها تأمينِ الوسائل التي تُمَكّنها من بلوغ الهدف وتحقيق المفاجأة والمبادرة.