شبكة قدس الإخبارية

تراشق اتهامات بين الحركة الطلابية وإدارة جامعة القدس

%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8%20%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية : أزمة جديدة تعصف بإحدى الجامعات الفلسطينية، تراشق اتهامات ما بين الحركة الطلابية وعمادة شؤون الطلبة، فالأولى تقول إن العمادة تعمل على “تقزيم دورها”، والثانية ترد بأنه “كذب وافتراء وعربدة”.

تابعت “قدس الإخبارية” أزمة الحركة الطلابية في جامعة القدس في بلدة أبو ديس (شرق القدس)، ومنع أحد طلابها من الدخول بشكل نهائي للجامعة.

يقول منسق كتلة الوحدة الطلابية (الذراع الطلابي للجبهة الديمقراطية) الطالب لطفي حرز الله إن ما يحدث في الجامعة خطير جداً، سعيٌ واضح لإنهاء دور الحركة الطلابية بشكل عام، والقطب الطلابي بشكل خاص، لافتاً إلى أن هناك أساليب ممنهجة متّبعة من قبل عمادة شؤون الطلبة لـ”تقزيم” دور الحركة الطلابية.

ويُضيف في حديثه لـ”قدس الإخبارية” أن ممارسات العمادة بدأت منذ فترة الانتخابات الماضية، وعلمنا بأن إدارة الجامعة وبضغوطات من الأجهزة الأمنية طلبت تقليص دورنا في فترة الانتخابات، على أن تحصد الأطر الطلابية الأخرى أكبر عدد ممكن من المقاعد.

ومن ضمن تلك الممارسات، التقرير العام للانتخابات، حيث تعمّدت إدارة الجامعة أن لا تذكرنا في التقرير الموجود على صفحات الجامعة، مثل المسمى الانتخابي لنا وكان مكتوباً بطريقة خاطئة. 

يبيّن حرز الله أن عمادة شؤون الطلبة تتقاعس عن دورها فيما يتعلّق بالأنشطة الطلابية في الجامعة والموافقة عليها في وقت قريب، وتحصرهم أحيانًا في قاعات لا يصلها جميع طلاب الجامعة.

ويتّهم الجامعة بالمماطلة في الموافقة على الأنشطة المقدّمة من قبل الأطر الطلابية، وغير ذلك، فإن عمادة شؤون الطلبة وبعد أن توافق على فعالية ما، فإنها لا تبلّغ أمن الجامعة والخدمات بالفعالية، ليتفاجأ منسقو النشاط بتمزيق البوسترات المعدّة خصّيصاً لذلك، يقول حرز الله.

ويشير إلى أنه قبل عدة شهور، قام أحد الموظفين بإزالة ملصق يتعلّق بأسير مضرب عن الطعام، بحجة عدم التنسيق والإبلاغ من قبل العمادة للخدمات العامة.

وقال: “إن هذه الأمور ممنهجة ضد الأسرى والشهداء والحركة الطلابية الوطنية في الجامعة، وتهدف لتهميش دور الأطر الطلابية وتقليص دورها بشكل عام (..) والسياسة ذاتها التي تتم معنا، تتم مع الكتلة الإسلامية وجبهة العمل والشبيبة أيضاً لكن بحدّة أقل”. 

دور الحركة الطلابية تعبئة الطلاب ثقافياً ووطنياً بغض النظر عن انتمائهم السياسي، لكن الجامعة- بحسب حرز الله- تحاول أن تنهي هذا الأمر، وأن تخرّج طلاباً فارغين وطنياً وفارغين من المبادئ.

وختم بالقول: “يُريدوننا أن نعمل وفق توجه الأجهزة الأمنية، ومن لا يعمل كما يريدون يقصقصون جناحاته”.

الكتلة الإسلامية: نتعرّض لتضييق كبير من الجامعة

من جهتها، ذكرت الكتلة الإسلامية لـ”قدس الإخبارية” أنها شاركت في الاعتصام الذي نظّمه القطب الطلابي اليوم في حرم الجامعة، بسبب فصل ممثّلها.

وأضافت أنها تتعرّض أيضًا لسلسلة من التضييقات من قبل عمادة شؤون الطلبة من خلال سياسة الإقصاءات، والتضييق على نشاطاتها وعملها في الجامعة. 

وأوضحت أن مشاركتها في اعتصام اليوم، هو تضامني أولاً مع ممثل القطب، ثانياً أن ممثلي الحركات الطلابية الأخرى قد يتعرّضون لمثل ذلك فيما لو لم نقُم بوقفة جدّية نُحارب من خلالها تلك السياسة.

لم تشارك الشبيبة (الذراع الطلابي لحركة فتح) في الاعتصام، ولم تتلق “قدس” أي رد من قبل مجلس اتحاد الطلبة للاستفسار حول مقاطعة الاعتصام. 

عمادة شؤون الطلبة ترد

نائب عميد شؤون الطلبة- مسؤول الأطر الطلابية في الجامعة أنور بدر قال لـ”قدس الإخبارية” إننا في الجامعة نرفض العربدة والسيطرة والهيمنة، هناك قانون ونظام يجري وينفّذ على الجميع دون استثناء.

وردّاً على اتهامات القطب الطلابي، يبين بدر أن ما قاله حول “تقزيم” دور الحركة الطلابية وأنشطتها، عار عن الصحة، حيث لدى العمادة ملف كامل يتعلّق بكافة أنشطتهم بالتواريخ ويتم الموافقة عليها تباعًا بعد التأكد من خلوّ القاعات وعدم تعارض أي نشاط مع الآخر، ثم نبلّغ الخدمات العامة وأمن الجامعة (الحرس) للتنسيق وتنفيذ هذا القرار. 

وبحسب العمادة، فإن مراسلات إلكترونية تتم ما بينها وبين الخدمات العامة وأمن الجامعة لتسهيل مهمة تنفيذ النشاط، وفور انتهائه يتم إزالة كافة الملصقات والنشرات لإتاحة الفرصة للفعالية القادمة.

أما عن تدخل الأجهزة الأمنية في الشؤون الطلابية فردّ بدر بأن “هذا غير صحيح، ووظيفة الأمن الحفاظ على أمن الجامعات فقط، الحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي ومنع الجريمة”.

ورفض بدر الاتهامات الموجهة للجامعة بشأن الشهداء والأسرى، وقال إنه لأمر مزعج جداً، فلا يمكن أن يجرأ أحد على مدّ يده على صورة لشهيد أو أسير مهما كان السبب، قائلاً: “أنا أسير محرر وذقت مرارة السجون”، وهؤلاء جزء أصيل من المجتمع لا يمكن المسّ به.  

ويوضح أن الجامعة لديها فضاء ديمقراطي، وتسمح للطلاب بالتعبير عن آرائهم، وفق القانون والنظام.

وأشار إلى حادثةٍ تتعلّق بحرز الله، وقال إنه قام بتكسير كراسي الجامعة يوم الأحد الماضي، بسبب إزالة منشور حول فعالية كانت ستتم اليوم الأربعاء، وذلك من قبل أحد عناصر أمن الجامعة.

وقال بدر: “الأجدر به بدلاً من أن يكسر ويخرّب، أن يأتي إلينا ويحاورنا باحترام، وعليه يُمكننا فهم ما حصل ومعاقبة الحارس”، مؤكداً أن ما وصفه بـ”العربدة” أمر مرفوض.  

وأكد أن هناك أطر طلابية أخرى تم تجميد نشاطاتها منها الشبيبة بسبب عدم الالتزام بالقوانين.