شبكة قدس الإخبارية

محدّث | جامعة بيرزيت تُغلق أبوابها والحركة الطلابية تُصعّد

13271e00-bf15-4e99-aa35-9c6ffd08be34

رام الله المحتلة - قدس الإخبارية : قررت إدارة جامعة بيرزيت تعطيل الدوام الدراسي اليوم الأربعاء، وإخلاء حرم الجامعة من الطلاب حتى إشعار آخر، احتجاجاً على العرض العسكري الذي أقامته الكتل الطلابية في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية.

ورفضت الأطر الطلابية جميعها، قرارات جامعة بيرزيت بمنعها الأنشطة الطلابية التي تحمل “طابعاً عسكرياً”، معتبرين بأنه يصبّ في مصلحة الاحتلال والانصياع له ولضغوطه، خاصة بعدما نشر جيش الاحتلال بيانه الأخير حول الجامعة وطلابها، مدّعياً بأنها تساعد الطلاب على القيام بـ”عمليات تحريض على الإرهاب بشكل كبير”، على حد قوله.

وعلى إثر ذلك، شاركت جميع الأطر الطلابية بالعرض العسكري في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية، رافضين قرارات الجامعة بشكل نهائي.

وقالت الجامعة في بيان لها، إنه على إثر “ما قامت به مجموعة من الطلاب من تحطيم وتكسير مدخل الجامعة الغربي، وما رافق ذلك من عنف، فإن مجلس الجامعة يرى بأن هذا العمل يخالف أنظمة وقوانين الجامعة، وقرارات إدارتها، لما له من تداعيات على سلامة الطلبة والعاملين ومجتمع الجامعة”.

وأعلنت الإدارة عن إخلاء الجامعة من الطلبة على وجه السرعة حتى إشعار آخر.

وقال أحد طلاب الجامعة لـ”قدس الإخبارية” إنه قبل يومين، حصل اجتماع ما بين الجامعة والكتل الطلابية حول الاحتفالات التي ستحصل في الجامعة خلال هذا الشهر، حيث تفاجأوا بميثاق شرف يقضي بمنع أي شكل من أشكال “العسكرة” (اللباس العسكري واللثام)، إلى جانب عدم حمل لافتات وبوسترات وطنية تتعلق بالمقاومة الفلسطينية.

وأكد أن الكتل الطلابية جميعها رفضت التوقيع على الميثاق، ما حدا بالجامعة إلى حظر كافة الأنشطة الطلابية التي تحمل الطابع العسكري خلال الفترة القادمة.

ومن بنود ميثاق الشرف التي وردت "يُمنع عرض المجسمات، التلثيم، إخفاء الوجوه، محاكاة العسكرة وصورها على اللافتات، وغيرها من المظاهر المخالفة لأنظمة وقوانين الجامعة في أي من النشاطات في حرم الجامعة سواء بالساحات أو القاعات، وأسمتها بـ”مظاهرة العسكرة”.

وبناءً عليه، قامت الجامعة وفقاً لما رواه طلاب جامعة بيرزيت، بمنع إدخال المعدّات واللوحات واللباس الخاص بالعرض العسكري في ذكرى انطلاقة الجبـهة الشعـبية، والتي قام الطلاب بإدخالها من الباب الغربي، ما أدى لاحتكاكات ما بين أمن الجامعة والشبان.

كما قامت بإغلاق القاعة التي كان من المقرّر أن تُقام فعاليات ذكرى الانطلاقة فيها، وعطّلت أيضاً المحاضرات التي كانت ستُقام فيها.

وأوضح الطلاب أيضاً أن الجامعة وبالتزامن مع انتهاء العرض العسكري الذي شاركت فيه جميع الكتل الطلابية دون استثناء، قطعت الكهرباء عن الجامعة، وأمرت بإخلاء الحرم بشكل كامل من الطلاب حتى إشعار آخر وذلك من خلال أمن الجامعة. 

وحاولت “قدس الإخبارية” الاتّصال بإدارة جامعة بيرزيت للاستفسار أكثر حول القرارات التي أصدرتها بشأن مظاهر الاحتفالات، إلا أنها لم تتلق ردّاً منهم. 

من جهته، استنكر القطب الطلابي ما قامت به إدارة الجامعة بيرزيت مما قال عنه في بيانه “الانصياع لشائعات الاحتلال والانجرار وراءها، حيث ترتب على ذلك منع إدارة الجامعة فعاليات إحياء ذكرى انطلاقة الجبهة داخل الجامعة”.

وأضاف أن “الحركة الطلابية واحدة موحدة أثبتت بأنها هي الوحيدة صاحبة القرار لا غيرها، حيث تمكنا من إحياء فعالياتنا رغماً عن قرارات الجامعة المجحفة”، على حد وصفه. 

كما استنكرت قرار إدارة الجامعة بإغلاق جامعة بيرزيت، معتبراً بأنه صرح وطني وأكاديمي لا يجوز لأحد إغلاقه دون هدف وطني أو نقابي. 

بدورها، قدّمت نقابة جامعة بيرزيت في بيان لها، التحية للحركة الطلابية التي توحدت بكافة أطرها للدفاع عن تاريخ بيرزيت وهويتها الوطنية أمام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الجامعة كمؤسسة وطنية قدمت الشهداء والأسرى على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية.

وأكدت في بيان لها، أن دور بيرزيت الوطني سيبقى عصي على محاولات الكسر، وأن بيرزيت ستبقى رمزًا للتلاحم العضوي بين البعدين المعرفي والوطني-التحرري، فهذا هو جوهر دور الجامعة المجتمعي.

وأشارت إلى أن “العسكرة” تتمثل في اقتحامات الاحتلال للجامعة واعتقال طلبتها وموظفيها، وإبعادهم عن مؤسستهم، وأن مقاومة الاحتلال بشتى الطرق هو حق مكفول في كافة الشرائع.

وبينت أن محاولات الاحتلال تشويه صورة الجامعة ودورها الإنساني والوطني ما هو إلا مقدمة لتبرير أي اعتداءات عليها ومحاولة لتحييدها عن خطها الوطني والنضالي.

ودعت الهيئة الإدارية لنقابة جامعة بيرزيت جميع مكونات الجامعة إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال ومحاولاته للنيل من الجامعة ضمن إستراتيجية موحدة تضمن الحفاظ على مصلحة الجامعة ودورها الوطني.

وكان مجلس جامعة بيرزيت قد أصدر بياناً أمس، يقول فيه إنه “يفخر بالحركة الطلابية في الجامعة ودورها التاريخي كمكون أساسي من مكونات الجامعة، ويؤكد على دور الجامعة في تعزيز القيم والسلوكيات التي تتبناها والتي تتمثل في حرية الرأي والتعبير وتقبل الآخر”.

وأضاف البيان “في الوقت ذاته، يرى المجلس أن القيام بأعمال ومظاهر لا تمت إلى رسالة الجامعة بصلة، ومنها مظاهر عسكرة النشاطات، يعتبر أمراً مخالفاً لأنظمة وقوانين الجامعة، ولا يعكس رؤية الجامعة الأكاديمية والمجتمعية، ولن تتردد إدارة الجامعة في اتخاذ ما تراه مناسباً بحق المخالفين حسب أنظمة وقوانين الجامعة”.

وحول القضية التي كانت سبب الخلاف، قال د.غسان الخطيب من جامعة بيرزيت في حديثٍ مع قدس الإخبارية إن الحركة الطلابية قد وقعت على ميثاق تضمن التزامها تجنب "مظاهر العسكرة" عشية انتخابات مجلس اتحاد الطلبة الأخيرة.

ويضيف الخطيب بأن هذا الميثاق ساريًا ولم ينتهِ طالما لم تنتهِ دورة المجلس الحالية، كما يشير إلى أنّ هذا النوع من النشاط -أي مظاهر العسكرة- مكانه الصحيح ليس في الجامعات، وأن ما حدث اليوم بسبب تكسير الطلبة للبوابة الغربية في الجامعة حين كانوا يحاولون إدخال المعدات التي تستعمل في "المسيرات العسكرية"، مما اضطر إدارة الجامعة لإخلاء الجامعة.